المانيا

قضية خاشقجي..امتحان لألمانيا أمام المصالح الاقتصادية؟

لو صدقت تحقيقات الحكومة التركية، فإن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد قتل في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر من قبل عملاء بلاده. الرياض تنكر ذلك. في حين يطالب وزير الخارجية الألماني بإلحاح توضيحاً بشأن مصير خاشقجي.

طالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بإلحاح  وبشكل سريع توضيحاً من السعودية بشأن مصير الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، لكن في نفس الوقت ترك ماس انطباعاً عن نفاذ صبره من أسلوب المراوغة الذي تتبعه السعودية، وقال وزير الخارجية الألماني اليوم الجمعة (19 تشرين الأول/ أكتوبر 2018) في برلين " نعتقد أنه آن الأوان بأن تقدم السعودية التوضيح الذي وعدت به لكي نتمكن من تقدير ظروف القضية وتحديد موقفنا منها".

وكانت العائلة السعودية الحاكمة قد تعهدت بتقديم توضيح بشأن مصير خاشقجي منذ أيام، ولكن الإعلان عن مسؤوليتها عن اختفاء الصحفي ظل حتى الآن عبارة عن كلمات جافة: فهل تعتقد الحكومة السعودية أنه يمكن غض الطرف عن الاختفاء الغريب للصحفي المناهض للنظام؟  وأن الغرب يجد الصفقات مع المملكة العربية السعودية أكثر أهمية من توضيح مصير خاشقجي؟

هذه الأسئلة لم يتم طرحها اليوم فقط من قبل وسائل الإعلام. فالكثير من السياسيين في المعارضة أيضاً يستغلون الصمت السعودي للإشارة إلى عدم التوافق الموجود بين حجم التجارة مع ألمانيا ووضع حقوق الإنسان في النظام الملكي الخليجي. ومن الحقائق: وفقاً لوزارة الاقتصاد فإن من شهر كانون الثاني/ يناير حتى نهاية أيلول/ سبتمبر من هذا العام ، منحت الحكومة الألمانية تراخيص تصدير للأسلحة بقيمة 416 مليون يورو، على الرغم من أن المملكة العربية السعودية كانت طرفاً مشاركاً في الحرب على اليمن منذ عام 2015. وبذلك أصبحت المملكة الخليجية ثاني أكبر مشترٍ للأسلحة الألمانية.

وهذا الأمر يثير تساءل النقاد: هل تعامل ألمانيا السعوديين بشكل متساهل فقط حتى لا تتعرض المصالح التجارية للخطر؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى