روسيا

روسيا وأوزبكستان تعززان علاقاتهما في كل المجالات خلال زيارة بوتين

أعلنت روسيا وأوزبكستان الجمعة عن تعزيز علاقاتهما الثنائية في عدة مجالات في مناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس فلاديمير بوتين الى هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى بعد سنتين على وفاة رئيسها السلطوي اسلام كريموف.

والتعاون الذي سيتم تعزيزه بين البلدين سيشمل الاقتصاد وقطاعات المحروقات وصناعة الانسجة والثقافة والتعليم وبرامج الفضاء كما قرر بوتين ونظيره الاوزبكي شوكت ميرزيوييف في ختام محادثات في طشقند.

وقال الرئيس الاوزبكي في تصريح أمام الصحافيين الى جانب نظيره الروسي إن "العلاقات بين بلدينا نقلت الى مستوى جديد بالكامل وغير مسبوق".

ثم قال في خطاب أمام رجال أعمال روس وأوزبكيين "نثمن كثيرا ونتمسك فعليا بعلاقاتنا المستقرة والثقة مع روسيا، شريكتنا الاستراتيجية وحليفتنا".

من جهته قال بوتين "سنطبق كل ما تعهدنا القيام به".

وتبادل الرئيسان وقد بدا التوافق بينهما خلال ظهورهما أمام الاعلام، الاطراء حيث أشاد الرئيس الاوزبكي "بالسياسة الحكيمة" التي ينتهجها بوتين و"جهوده الشخصية الهائلة الهادفة الى تعزيز العلاقات" مع طشقند.

من جهته اعتبر بوتين أن "الوضع في أوزبكستان يتغير بشكل سريع وعميق ويجري القيام باصلاحات لازمة للاقتصاد الاوزبكي والشعب الاوزبكي".

وأضاف الرئيس الروسي أن "أوزبكستان هي حليفتنا الوفية وشريكتنا الاستراتيجية. سنقوم بكل شيء لتعزيز تعاوننا".

– محطة نووية –

تعهد ميرزيوييف منذ وصوله الى السلطة قبل سنتين بالقيام باصلاحات اقتصادية وسياسية مهمة. ويسعى خصوصا إلى اجتذاب استثمارات إلى أوزبكستان وكذلك السياح الاجانب بعد سنوات من العزلة.

وحظي الرئيس الروسي باستقبال حافل في طشقند عاصمة أوزبكستان.

وكتب على لوحات ضخمة نصبت في شوارع طشقند "أيها الاصدقاء الروس الاعزاء، أهلا بكم في أوزبكستان" حيث علقت أيضا الاعلام الروسية الى جانب أعلام اوزبكستان على طول طرقات المدينة. وتعود آخر زيارة لبوتين الى اوزبكستان الى أيلول/سبتمبر 2016 بعد أيام على مراسم تشييع الرئيس الاوزبكي الراحل كريموف.

ودشنت روسيا من جانب آخر في موسكو نصبا في ذكرى كريموف الذي حكم هذه الدولة الواقعة على حدود أفغانستان بيد من حديد على مدى 25 عاما. وهي بادرة ثمنها كثيرا ميرزيوييف الذي انتخب رئيسا للبلاد في كانون الاول/اكتوبر 2016 وعبر لبوتين عن "امتنانه الكبير" بصفة شخصية و"باسم الشعب الاوزبكي".

وعقد منتدى اقتصادي روسي-أوزبكي في طشقند منذ الخميس على مدى يومين وشهد توقيع اتفاقات ثنائية بقيمة إجمالية تبلغ 27,1 مليار دولار بحسب وزارة الاقتصاد الاوزبكية.

والمحطة البارزة في الزيارة التي جرت "في جو ودي وبحرارة" بحسب قول بوتين، كانت إعطاء الرئيسين عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة إشارة الانطلاق لبناء أول محطة نووية في أوزبكستان والتي أوكلت إلى مجموعة "روساتوم" النووية الروسية.

وهذا الحفل كان رمزيا الى حد كبير، لانه لا يزال يتعين على روساتوم وشريكتها الاوزبكية القيام بدراسات لعدة مواقع تحظى "بأولوية" بهدف اختيار أحدها لبدء الورشة.

وقال بوتين إن هذه المحطة يفترض أن تتيح تأمين "الاستقرار في الطاقة ليس فقط لاوزبكستان وإنما لكل المنطقة".

ويفترض أن تؤمن المحطة نحو 20% من استهلاك البلاد من الكهرباء بهدف إفساح المجال أمام أوزبكستان لتقليل استخدام الغاز وزيادة صادراتها منه.

وقال مدير عام مجموعة روساتوم الروسية أليكسي ليكاتشيف عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة "إنه شرف عظيم ان تشارك روساتوم في تنفيذ هذا القرار التاريخي".

وتقدر قيمة المشروع بنحو 11 مليار دولار. وقال الكرملين إن المفاعل الأول في المحطة النووية سيصبح عملانيا عام 2028.

وهذه المحطة ستكون الاولى من نوعها في آسيا الوسطى حيث لا تزال ماثلة في الاذهان كارثة تشرنوبيل عام 1986 وتجارب الاسلحة النووية في كازاخستان المجاورة لاوزبكستان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى