“العقوبات العدائية الأمريكية طيش أمريكي يعادل نصف فشل”
"الطيش الأمريكي"
يقول علي قاسم في "الثورة" السورية إن "العقوبات الأمريكية الأخيرة ترسم على إيران حدود التأزم ومساحة التعثّر الذي تواجهه السياسة الأمريكية، والبون الشاسع الذي قطعته في استعصاء التفاهم مع الدول والشعوب على قاعدة من الذرائعية التي استباحت كل شيء، وأماطت اللثام عمّا تبقى من خبايا الهيمنة وبقايا الاستلاب التي تمارسها، لتفتح الباب على تداعيات تبدو محرجة لحلفاء أمريكا أكثر مما هي مربكة لخصومها، في وقت لا تتردد فيه بتسويق افتراضات العجز المحمول بلغة القوة وما يفيض منها".
ويضيف قاسم أن "الطيش الأمريكي لم يعد تعبيراً فظاً عن فرط الهيمنة فقط ، ولا هو انعكاس لمشهد التغوّل في الممارسة الاحتكارية التي تفرض قواعد اشتباكها على العالم فحسب، وإنما هو القاعدة الفقهية التي تحكم المنظومة الغربية حين تجاهر برفضها للعقوبات الأمريكية على إيران، بينما تمارس السلوك عينه والفظاظة نفسها في إجراءاتها القسرية الأحادية الجانب".
يقول نجاح محمد علي في "الأخبار" اللبنانية إن "من تصفير النفط الإيراني، إلى استثناء ثماني دول من التعامل مع إيران بواقع يزيد على نصف صادراتها النفطية، يسجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافاً رسمياً بفشله في اتباع النموذج الكوري الشمالي مع إيران لإركاعها وإجبار رئيسها على الجلوس معه وجهاً لوجه بدون شروط مسبقة كما يريد هو، متنازلاً عن الـ 12 شرطاً تعجيزياً التي وضعها وزير خارجيته، مايك بومبيو، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي. إذاً، يمكن القول ابتداءً إن عقوبات ترامب، التي وعد أنه لن يكون لها مثيل في التاريخ، ولدت عرجاء مشوهة".
ويضيف "نجحت إيران كما هو واضح في إظهار ترامب وحيداً، خصوصاً وهو يعاني من تداعيات اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وأكدت التزامها بالاتفاق النووي طالما يخدم مصالحها. وحولت التحدي الأمريكي والتهديد بعزلها دولياً إلى فرصة كبيرة. وحظيت بذلك باحترام المجتمع الدولي، وأن منطق الحوار ينتصر على منطق الغطرسة".
وتقول "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها إن "الحزمة الجديدة من العقوبات هي انتهاك للقانون الدولي، مثل سابقاتها، ولكنها قبل ذلك امتداد لسياسات الانعزال والغطرسة التي يعتمدها الرئيس الأمريكي منذ وصوله إلى البيت الأبيض. صحيح أن آثارها تشمل العالم بأسره، ولكن من الصحيح أيضاً أنها لا تعفي الولايات المتحدة ذاتها من العواقب الوخيمة".