علوم وتكنولوجيا

تداعيات العقوبات الأميركية الإيرانية على (أمن) واستقرار العراق والمنطقة الإقليمية والعالم

تداعيات العقوبات الأميركية الإيرانية على (أمن) واستقرار العراق والمنطقة الإقليمية والعالم 

وفيق السامرائي*

10/11/2018
يبالغ الأميركيون (كثيرا) عندما يقولون إن إيران أوشكت أن تسيطر على منطقة الشرق الأوسط لولاهم، فلا الفعل الأميركي بهذا المستوى من الردع والتأثير مع سلبياتهم التي تدل على تخبط وتهور وغرور، ولا الإيرانيون حققوا خروقات غير محسوبة ولا متوقعة. 
استراتيجية تغيير سلوك النظام الأميركية عملية بطيئة جدا، وكلما جرى تحفيزها بعوامل تأثير حاسمة مع فرض شبه شامل على دول الجوار تصعب السيطرة على ردود الفعل؛ لأن الالتزام بالعقوبات يعني خنقها وهز مرتكزات تماسكها الداخلي. وقصة تغيير النظام قصة لها عواقب ضخمة لها إن تحققت، ونستبعد ذلك بحكم قبضته الأمنية والعسكرية والقيادية الحالية مع وجود تأييد شعبي لا يستهان به، وستؤدي الى حروب داخلية وتفكك وصراعات تؤدي الى: 
* ملايين النازحين والمهاجرين والقتلى بما يؤثر على الأمن الإقليمي والدولي. 
* انعكاس الوضع على العراق مباشرة وحدوث صراعات تتصاعد فيها مخططات الحرب والتقسيم حتما. 
* تأثر حالة الاستقرار في تركيا بشدة والاستقرار المطلوب في سوريا ولبنان بشكل قاطع. 
* الوضع في غرب الخليج لن يكون سهلا ولا آمنا خصوصا في ظل التصدع الكبير في أسس مجلس التعاون. 
فتتحول المنطقة الى دائرة اضطراب وفوضى ولن يكون رسم الخرائط سهلا لعقود زمنية طويلة وتعود الكراهية لقرون جديدة. 
وسيعاني العالم من أزمات مالية فادحة وموجات نزوح وإرهاب. 
الوضع العراقي لا يزال معقدا في معظم جوانبه، فالانتاج والتصنيع المحلي في أوطأ درجاتهما، ورغم أنه مؤهل للاكتفاء من المياه والطاقة يستمر يتأثر باطلاقات المياه من تركيا وإيران والدولتان تمضيان في استثمارها لمشاريع الطاقة والزراعة والسياحة، ويحتاج العراق الى الكهرباء من إيران لسنوات. 
المنتوجات الزراعية الإيرانية أرخص سعرا وأفر من العراقية. 
ملايين الزائرين الإيرانيين يتدفقون على العراق، والتبادل التجاري الخاص يتطور بشكل هائل. 
الدور السياسي الإيراني والعلاقات مع معظم الأطراف السياسية العراقية وثيق جدا ومتشعب في (كل العراق) وغاية الانفصام حاليا محض خيال ووهم.
عايشنا سياسة القيادات الإيرانية عقودا من موقع المسؤولية وخارجها ولمسنا من الأميركيين خلال التعامل (الرسمي) الخاص والاستخباراتي والسياسي خللا في فهمهم لأوضاع المنطقة وإيران وشعوبها وتفكير قياداتها. وفرض شروط ومخططات وسياسات الإدارة الأميركية على الدول لتنفيذ ما تريده سيعرض الأمن الدولي للخطر ومصالح دول جوار إيران للخطر. 
كان البعض يعول على انقلاب عسكري في العراق وسوريا فقلنا انسوا ذلك، ونقول لهم انسوا فكرة الانقلاب في إيران. 
ولا بد من تحجيم الدور الأميركي في العالم ليكون ايجابيا لا ثورچيا مصلحيا على حساب الأمم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى