فلسطين المحتلة

الكويت تجدد تضامنها مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته العادلة

السكرتير الأول بشار الدويسان يلقي كلمة الكويت أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال مناقشة "تقرير اللجنة الخاصة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة" نيويورك – 15 – 11 (كونا) — جددت الكويت تضامنها مع الشعب الفلسطيني ووقوفها إلى جانبه في الدفاع عن قضيته العادلة وحقوقه المشروعة بما في ذلك حقوقه التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
جاء ذلك في كلمة وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة التي ألقاها السكرتير الأول بشار الدويسان أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة امس الأربعاء خلال مناقشة البند الخاص ب"تقرير اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة".
وجدد الدويسان في الكلمة تأكيد الكويت أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين داعية الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطين وبالقدس الشرقية عاصمة لها.
وسلط الدويسان الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني التي وصفت بحسب تقرير الأمم المتحدة بانها مازالت مستمرة رغم مرور أكثر من خمسين عاما عليها وان إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال هي التي تنتهك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمعاهدات والقوانين الدولية.
وقال ان احد الأمثلة لصور تلك الانتهاكات المتكررة من قبل قوة الاحتلال أعمال العنف التي ارتكبت خلال الأشهر القليلة الماضية على حدود غزة بالتزامن مع ذكرى مسيرة العودة الكبرى حين اقترفت القوات العسكرية الإسرائيلية أبشع صور القمع لمظاهرات سلمية فاق عدد قتلاها 60 فلسطينيا.
وأضاف ان عدد المصابين تجاوز 2400 شخص جميعهم كانوا من المدنيين العزل مؤكدا ان تلك الممارسات الإسرائيلية تمثل انتهاكا صارخا لمبادئ حقوق الإنسان المدنية والسياسية والقوانين الدولية كافة.
وتساءل الدويسان "الى متى ستستمر آلة القتل الإسرائيلية في ازهاق أرواح الشعب الفلسطيني الأعزل دون رادع أو مساءلة من المجتمع الدولي وإلى أي مدى ستصل انتهاكات قوة الاحتلال الإسرائيلي المتعددة أمام مرأى الجميع".
وأضاف "أوجه تلك الأسئلة وكلي اسف ليقيني الكامل بعجز مجلس الأمن عن وقف تلك الانتهاكات الإسرائيلية بشكل موحد أو إدانتها والمطالبة بإجراء تحقيق مستقل وشفاف يحدد المسؤولين عن مقتل العديد من الأبرياء الفلسطينيين ومحاسبتهم على هذه الجرائم".
وذكر انه لا يبالغ عندما يصف قوات الاحتلال الإسرائيلي وسلطتها القائمة بالاحتلال بأنها الكيان الأوحد الذي يقف ضد إرادة المجتمع الدولي مشيرا الى ان الشواهد كثيرة على ذلك.
وبين الدويسان ان سحب إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال طلب ترشحها من الانتخابات التي أجريت في شهر يونيو الماضي لعضوية مجلس الأمن "لهو معرفة جلية لمكانتها بين المجتمع الدولي الرافض لوجود مثل هذه السلطة المحتلة" ومشاركتها في الدفاع عن الشرعية الدولية وقراراتها كونها لا تملك مقومات الترشح التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة.
واعرب عن القلق العميق إزاء السياسات والتدابير والإجراءات الأحادية التي تتخذها إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال التي تهدف إلى تغيير الحقائق على الأراضي المحتلة وأبرزها استمرار الأنشطة الاستيطانية وتوسعة المستوطنات القائمة.
ووصف الدويسان هذا الإجراءات بأنها "غير قانونية وغير شرعية وتمثل انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي وعلى وجه الخصوص القرار 2334".
وشدد على ان الكويت تدين تلك الانتهاكات وتؤيد المطلب الفلسطيني إزاء تفعيل بعض الآليات الدولية الموجودة حاليا كاللجنة الرباعية من خلال توسعة عضويتها لتشمل أطرافا إقليمية أخرى تضيف إلى أعمالها مزيدا من الحيوية وتكون تحت مظلة الأمم المتحدة لرعاية عملية السلام.
واعرب الدويسان عن دعمه لجميع الخطوات القانونية والسلمية التي تتخذها فلسطين على المستويين الوطني والدولي لترسيخ سيادتها على القدس الشريف والأراضي الفلسطينية المحتلة. وطالب باتخاذ إجراءات وتدابير تسهم في توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين مؤكدا على ما نص عليه قرارا مجلس الأمن 605 و904 بشأن انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل.
وأشار الى دعم الكويت لبعض النقاط الواردة بتقرير الأمم المتحدة لاسيما ان السلام المنشود يجب أن يبدأ بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت عام 2002.
وأضاف الدويسان ان المبادرة تقوم على انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وتضمن معالجة جميع قضايا الوضع النهائي بما يفضي الى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه السياسية المشروعة كافة بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واكد ان الكويت تدعم دعوة المجتمع الدولي للتحول في النظر إلى القضية الفلسطينية من الإطار الإنساني إلى الإطار السياسي وإطار حقوق الإنسان والمطالبة بإنهاء الحصار الجوي والبري والبحري الذي تفرضه إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال على قطاع غزة منذ 11 عاما.
وأضاف الدويسان ان الكويت تدعم رفع جميع إجراءات الإغلاق في إطار قرار مجلس الأمن 1860 وتطلب من الجهات المانحة الدولية أن تفي بتعهداتها فورا من أجل الإسراع بتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني ودعم عملية الإعمار والانتعاش الاقتصادي لتخفيف معاناة الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال والنساء.
وقال في ختام كلمته إن الشعب الفلسطيني ينتظر من الأمم المتحدة تفعيل ماآلت المنظمة على نفسها تحقيقه منذ نشأتها والمتمثل في "صيانة السلم والأمن الدوليين".

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى