الكويت

الكويت تبدي استعدادها لتوفير دعم لوجستي لضمان مشاركة الأطراف اليمنية بمشاورات ستوكهولم

أبدت الكویت استعدادھا لتوفیر دعم لوجیستي لضمان مشاركة الأطراف الیمنیة في جولة مشاورات من المنتظر اقامتھا في ستوكھولم مؤكدة دعمھا للجھود التي یبذلھا المبعوث الخاص للأمین العام للأمم المتحدة إلى الیمن مارتن غریفیث في ھذا الشأن. جاء ذلك خلال كلمة الكویت في جلسة لمجلس الأمن حول الیمن امس الجمعة ألقاھا مندوب الكویت الدائم لدى الأمم المتحدة السفیر منصور العتیبي.

واكد العتیبي ایمان الكویت بأنه لا حل للأزمة في الیمن إلا الحل السیاسي معربا عن دعم العملیة السیاسیة الكفیلة بإنھاء معاناة الشعب الیمني مع أھمیة ارتكاز الجھود الرامیة لإنھاء الأزمة على المرجعیات السیاسیة الثلاث وھي المبادرة الخلیجیة وآلیتھا التنفیذیة ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن ذات الصلة. وأشار الى أھمیة الالتزام بقرار مجلس الامن رقم 2216 بما یضمن سیادة الیمن واستقلاله ووحدة أراضیه وعدم التدخل في شؤونھ الداخلیة. ورحب العتیبي بإعلان عودة استئناف المشاورات السیاسیة في ستوكھولم معربا عن شكره للسوید على استعدادھا لاستضافة ھذه المشاورات.

واعرب عن الامل في ان تلتزم الأطراف الیمنیة بحضور ھذه الجولة من المشاورات والانخراط فیھا بحسن نیة ودون شروط مسبقة وبصورة تبدد مشاعر القلق من تكرار سیناریو جولة مشاورات جنیف في شھر سبتمبر الماضي والتي شھدت دعما مطلقا من مجلس الامن والمجتمع الدولي وبالأخص دول تحالف دعم الشرعیة في الیمن. وأضاف العتیبي ان دول تحالف دعم الشرعیة عمدت الى وقف عملیاتھا العسكریة آنذاك وقدمت جمیع التسھیلات الضامنة لمشاركة میسرة ودون أي عوائق لوفد جماعة الحوثي "الا أنه للأسف تخلف وفد جماعة الحوثي عن المشاركة فیھا".

وأشار الى ان عدم مشاركة وفد جماعة الحوثي ترتب علیه توابع سلبیة الأثر على مسار الازمة معمقة بذلك آثارھا الكارثیة على مختلف الأصعدة الإنسانیة والاقتصادیة والسیاسیة في الیمن. وذكر العتیبي إن الإعلان عن جولة المشاورات المزمع عقدھا في ستوكھولم أتى نتیجة حرص دول تحالف دعم الشرعیة في الیمن على دعم العملیة السیاسیة في سبیل ضمان أمن واستقرار ووحدة وسیادة الیمن وذلك على الرغم من التحدیات الأمنیة الكبیرة التي تعرض لھا عدد من دول التحالف من قبل جماعة الحوثي.

وأفاد بان ذلك تمثل في تھدید امن وسلامة دولة الامارات العربیة المتحدة واستھداف أراضي المملكة العربیة السعودیة ب 206 صواریخ بالیستیة وأكثر من 68 ألف مقذوف متفجر ما أدى إلى مقتل 112 مدنیا وإصابة مئات آخرین. وفیما یتعلق بالأحداث العسكریة الأخیرة في مدینة الحدیدة استذكر العتیبي القرار 2216 الذي نص على ضرورة انسحاب الحوثیین من المدن التي استولوا علیھا وعدم القیام بأي اعمال تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعیة.

واعرب عن الامل في ذات الوقت أن تسفر جولة المشاورات القادمة في التوصل إلى حل سیاسي مرتكز على المرجعیات الثلاث المتفق علیھا وبما یكفل وقف ھذه الأزمة ویعید الیمن مجددا إلى سابق عھده كدولة مستقرة تنعم بالأمن والسلام. كما اعرب عن بالغ القلق حیال الأوضاع الإنسانیة في الیمن التي تنذر بقرب وقوع خطر انعدام الامن الغذائي وقابلیة وقوع أكثر من 14 ملیون نسمة في دائرة ذلك الخطر المحیق بالشعب الیمني.

وبین العتیبي ان ذلك یأتي نتیجة لعدم تنفیذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة واستمرار النزاع المسلح الذي خلق اقتصاد حرب تعثرت معه عملیات دفع المرتبات للمواطنین وتراجعت خلالھ القوة الشرائیة للعملة الوطنیة نتیجة الانھیار غیر المسبوق لسعر صرف الریال الیمني أمام العملات الأجنبیة. وأضاف ان المجتمع الدولي بات أمام مسؤولیة كبیرة لتقدیم المساعدة المطلوبة للحكومة الیمنیة لضمان نجاح سیاستھا الھادفة لوقف نزیف العملة الوطنیة ولدفع الرواتب للمواطنین في جمیع أرجاء الیمن.

وأشاد العتیبي في ھذا الصدد بالدور الكبیر والمتواصل الذي قامت بھ المملكة العربیة السعودیة وعلى فترات متعددة بضخ الودائع المالیة في البنك المركزي الیمني حیث بلغ إجمالي ما أودعتھ حوالي3.2  ملیار دولار. كما أشاد بقیام الریاض مع حكومة دولة الإمارات العربیة المتحدة بتقدیم مبلغ 75 ملیون دولار كدعم لرواتب أكثر من 135 ألف معلم في مختلف مناطق الیمن وبالتنسیق مع الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (یونیسف).

وأوضح العتیبي ان تلك المساعدات الاقتصادیة ساھمت في حدوث تحسن ملحوظ في سعر صرف الریال الیمني امام العملات الأجنبیة. وأشار الى انھ على الرغم من الدور البناء الذي تقوم بھ الحكومة الیمنیة في ھذا الصدد فانھا آثرت الاستجابة للمناشدات التي أطلقھا مكتب تنسیق المساعدات الإنسانیة وعملت على تعلیق غیر محدد للقرار (75 / 2018)تفھما منھا للمخاوف من وجود عوائق قد تترتب على مسار الواردات إضافة للتأكید على تعاونھا المستمر مع وكالات وأجھزة الأمم المتحدة.

وأشار العتیبي الى استمرار أوجه المعاناة الإنسانیة التي تواجھ الشعب الیمني رغم كل ما بذلھ المجتمع الدولي من تقدیم الدعم المالي كونا : الكویت تبدي استعدادھا لتوفیر دعم لوجستي لضمان مشاركة الأطراف الیمنیة بمشاورات ستوكھولم – الشؤون السیاسیة والعیني الكبیر والذي كان آخره مؤتمر المانحین للیمن الذي عقد في جنیف أبریل الماضي. وأوضح ان الكویت تبرعت خلال ذلك المؤتمر ب 250 ملیون دولار لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في المیدان إضافة للدور المرن والمتعاون للقیادة المشتركة لدول تحالف دعم الشرعیة في تیسیر مسار المساعدات الإنسانیة.

وأضاف العتیبي ان ذلك جاء من خلال منحھا أكثر من 67 ألف تصریح لدخول ھذه المساعدات إلى جمیع المناطق الیمنیة ما یوضح للمجتمع الدولي أن السبب وراء استمرار المعاناة الإنسانیة یكمن في تواصل عملیات العرقلة المتعمدة لمسارات المساعدات الإنسانیة سواء من خلال عملیات المنع والاحتجاز والسلب لھذه المساعدات. ورحب العتیبي بعزم الأمین العام للأمم المتحدة أنطونیو غوتیریس عقد مؤتمر لدعم الوضع الإنساني في الیمن خلال شھر فبرایر من العام المقبل مشیرا الى تطلع الكویت للمشاركة فیه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى