31 قتيلا في تفجير ارهابي هزّ سوقاً مكتظاً في باكستان
قتل 31 شخصا وأصيب أكثر من خمسين الجمعة في تفجير انتحاري هزّ سوقا مكتظا في بلدة صغيرة بالمنطقة القبلية في شمال غرب باكستان، وفق ما أفاد مسؤولون.
وقال المسؤول الرفيع في إدارة إقليم اوراكزاي حيث وقع الانفجار خليل إقبال لوكالة فرانس برس إن الاعتداء هز سوق الجمعة في كالايا، وهي منطقة قبلية غالبية سكانها من الشيعة.
وتابع إقبال أنّ النتائج الأولية للتحقيق تشير إلى أن الانفجار نجم عن عبوة يدوية الصنع وضعت في صندوق للخضار، لكن مسؤولين ذكروا لاحقا أنه ناجم عن هجوم انتحاري.
وقال مسؤول آخر يدعى أمين الله "لم يتضح إن كان الانتحاري راجلا أم على متن دراجة نارية".
وأفاد شهباز علي الذي كان يشتري الطعام من السوق فرانس برس أنه رأى شابا مقنّعا على متن دراجة نارية ثم "فجأة وقع انفجار وفقدت الوعي".
وأكد أمين الله أن 31 شخصا قتلوا بينهم 22 شيعيا. وتابع أن أكثر من 50 شخصا جرحوا بينهم 17 حالاتهم حرجة. وأكّدت الشرطة المحلية حصيلة القتلى.
ونقل العديد من المصابين إلى مدينة كوهات القريبة من اقليم خيبر بختونخوا حيث أعلنت السلطات الطبية أنه تم استدعاء جميع الأطباء إلى قسم الطوارئ.
وشوهدت سيارات الإسعاف خارج المستشفى حيث تجمع أقارب الضحايا. وفتش عنصر أمن الداخلين للمستشفى في إجراء احترازي لمنع استهداف الطاقم الطبي.
وقال نائب مدير المستشفى فضل الرحام لفرانس برس عبر الهاتف "وصلتنا جثة واحدة و28 جريحا ثلاثة منهم في حالة حرجة ونقلوا إلى بيشاور".
وأشار إلى أنّ عمليات عاجلة تجرى لستة من الجرحى. وتابع "نتوقع وصول مزيد من المصابين من موقع" التفجير.
– "ازدراء تام" –
ودانت منظمة العفو الدولية الهجوم مشيرة في بيان إلى أنه يعكس "ازدراء تاما لحياة البشر".
ويعد أوراكزاي أحد سبعة أقاليم مضطربة في المنطقة القبلية شبه المستقلة المحاذية للحدود الأفغانية. وشكلت المنطقة محورا مهما في الحرب الدولية على الإرهاب حيث وصفها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في الماضي بأنها "المكان الأخطر في العالم".
وتؤكد واشنطن أن المنطقة الجبلية تشكل ملاذا آمنا للمسلحين من عدة تنظيمات بينها حركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة، وهو ما تنفيه إسلام أباد.
وتقول باكستان التي انضمت إلى الحرب الأميركية على الإرهاب في العام 2001، إنّها دفعت ثمنا باهظا لهذا التحالف.
وتخوض إسلام أباد معارك ضد الجماعات الإسلامية في الحزام القبلي منذ العام 2004، بعدما دخل الجيش الباكستاني المنطقة بحثا عن عناصر من القاعدة فروا عبر الحدود هربا من الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة في أفغانستان.
ونفذت عمليات عسكرية دامية عدة في المنطقة التي يطلق عليها رسميا "المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية" وتعد نحو خمسة ملايين نسمة من عرقية البشتون.
وشهدت المنطقة تحسنا في أوضاعها الأمنية خلال السنوات الأخيرة رغم أنها لا تزال مسرحا لهجمات على نطاق أصغر عادة ما تستهدف الشيعة.
لكنها لا تزال معروفة بتوفر الأسلحة النارية الرخيصة والمخدرات والبضائع المهربة فيها.
ويشتكي السكان كذلك من تعرضهم لمضايقات من قوات الأمن حيث يتحدثون عن وقوع عمليات اختفاء وقتل خارج إطار القضاء.
وتبنت باكستان مطلع العام الجاري قانونا يمهد لدمج المنطقة القبلية بولاية خيبر بختونخوا المجاورة لإدخالها على الساحة السياسية في البلاد.
وسيسمح هذا الإجراء بتطبيق النظام القضائي الباكستاني في منطقة ما زالت تحكمها قوانين تعود إلى عهد الاستعمار البريطاني والنظام القبلي.