العراق واختلال توازن القوى بعد الانسحاب الامريكي من سوريا

العراق واختلال توازن القوى **

عندما اقول ان على القيادة العراقية اصدار القرار الستراتيجي باجتياح الشرق والشمال الشرقي السوري .. ليس مجرد تنظير وضرب في عالم المصطلح والمفهوم .

ان الانسحاب الاميركي من تلك المناطق وابلاغ الرئيس الاميركي ترامب نظيره التركي اروغان بان (سورية لك ..) هو في الواقع تدهور خطير في معادلات توازن القوى التي ادارتها روسيا الاتحادية طيلة سبعة اعوام وجعلت كلا من تركيا وايران ودول عربية تحترم لعبة المصالح في سورية .

ان هذا التدهور في معادلة القوة صار لصالح تركيا التي تندفع بقوة للهرب من اسوار اتفاقيات استانا وسوتشي والتي تعتبر من اهم ادوات تنسيق اوزان القوة بين الاطراف الاقليمية.

وفي تقديري ان المعالات السابقة خدمت العراق الى حد كبير .  ولذلك فان صاحب القرار العراقي (ليس مخيرا) في اتخاذ الموقف بل هو مجبر على القيام بالعملية الاستراتيجية للحفاظ على معادلات القوى عبر ملئ الفراغ في الشرق السوري  لابقاء انقرة داخل اسوار ااستانا.

وهنا يبدو لروسيا وايران الحق في دفع العراق في هذا الاتجاه وفق مفهوم التضاد في توازن القوى ..

وكمثال .. نعود الى عام 1989  حينما بدا الاتحاد السوفيتي بالتفكك .. نصح هنري كيسنجر ريغان ومن ثم بوش الاب بتقديم المساعدة للابقاء على قوة روسيا الاقليمية وتفادي انهيارها لان روسيا القوية مهم جدا في ضمان بقاء التعادل في توازن القوى مع الصين الصاعدة آنذاك وهو بالتالي مصلحة اميركية ..

* عبد الجليل الزبيدي

(التقديرات تعبر عن كتابها، ولا تعبر عن رأي الصباحية بالضرورة).