علوم وتكنولوجيا

بنغلادش تنشر 600 ألف عنصر أمن عشية الانتخابات

جندي بنغلادشي يراقب السير في أحد شوارع دكا في 29 كانون الأول/ديسمبر قبل يوم من الانتخابات البرلمانية

 

 

 

عززت بنغلادش إجراءاتها الأمنية السبت سعيا لاحتواء أعمال عنف محتملة خلال الانتخابات العامة المتوقع أن تفوز فيها رئيسة الحكومة الشيخة حسينة بولاية رابعة، فيما تقول المعارضة إنها تعرضت للتضييق من قبل السلطة خلال الحملة الانتخابية.

ونشرت السلطات حوالي 600 ألف عنصر من الشرطة والجيش وقوات أمن أخرى قبيل انتخابات الأحد، وفقا لمسؤول كبير، في أعقاب حملة شهدت اشتباكات دامية.

وتتولى هذه القوات مهمة تأمين نحو 400 ألف مركز اقتراع، وهي تتألف من قوة التدخل السريع وقوات من البحرية وحرس الحدود وخفر السواحل ووحدات احتياط.

وقال رئيس اللجنة الانتخابية رفيق الإسلام لوكالة فرانس برس “ضمنا أعلى مستوى من الأمن حسب قدرة البلد”. وتابع “نأمل بأن تكون هناك أجواء مسالمة”.

وقبل أقل من 24 ساعة من بدء عملية الاقتراع، كان التواجد المكثف لقوات الأمن واضحاً في شوارع دكا. ويأتي ذلك بعدما اندلعت اشتباكات في الأيام الماضية في هذا البلد ذا الأغلبية المسلمة، بين مناصري الحزب الحاكم رابطة عوامي، ومؤيدي المعارضة الأساسية حزب بنغلادش القومي.

– ضحايا واعتقالات –

وقتل على أثر المواجهات التي شهدتها بنغلادش البالغ عدد سكانها 165 مليون نسمة، 13 شخصا وجرح الآلاف في اشتباكات بين أنصار الحزبين الرئيسيين.

ويقول حزب المعارضة الأساسي الذي قاطع انتخابات 2014 إن أنصاره استُهدفوا عمدا في مسعى لثنيهم عن التصويت وترجيح النتيجة لصالح حسينة، بينما تقبع زعيمته خالدة ضياء في السجن بتهم فساد.

وترفض الشيخة حسينة اتهامها بالسلطوية، معولةً في هذه الانتخابات على النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال فترة حكمها منذ عام 2009.

ا ف ب/ا ف ب / أيندرانيل مخرجيرجل يعبر أمام صورٍ لرئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجب في 29 كانون الأول/دسيمبر 2018 قبل يوم من الانتخابات البرلمانية

واتهم الحزب المعارض الذي يقوده كمال حسين وهو محامي تخرج من جامعة أكسفورد وساهم في وضع دستور البلاد، اللجنة الانتخابية بالانحياز لصالح السلطة خلال الحملة وهو ما رفضه رئيس اللجنة. وتقول المعارضة إن نحو 14 الفا من ناشطيها اعتقلوا منذ الإعلان عن موعد الانتخابات في 8 تشرين الثاني/نوفمبر. وتؤكد ايضا أن نحو 12 ألف ناشط جرحوا في هجمات لأنصار الحزب الحاكم الذي ينفي هذه التهم.

وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها جراء الأحداث التي رافقت الحملة الانتخابية في بنغلادش، فيما دعت الأمم المتحدة إلى بذل جهود كفيلة بإجراء انتخابات نزيهة.

من جهتها، طالبت منظمة العفو الدولية في بيان مساء الجمعة الحكومة بالتحقيق في اعتداءات على ناشطين وهجمات على 12 صحافياً يغطون الانتخابات، وقعت خلال هذا الأسبوع.

وقال رفيق الاسلام إن السلطات متفائلة بشأن إجراء انتخابات ذات مصداقية، وهي الانتخابات البرلمانية ال11 التي تجرى في البلاد منذ استقلالها عام 1971.

– إبطاء سرعة الانترنت –

وتابع رفيق الإسلام “نبذل قصارى جهدنا لتكون الانتخابات حرة ونزيهة”. وأضاف أن السلطات قد تبطئ سرعة الانترنت يوم الانتخابات سعيا “لمنع انتشار الشائعات” التي يمكن أن تتسبب في أعمال عنف.

وأوقفت الهيئة المنظمة للاتصالات خدمة الانترنت السريع الخميس قبل أن تعيدها الجمعة.

وقال متحدث باسم قوات التدخل السريع إن القوات اعتقلت السبت 8 رجال لنشرهم شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتابع أن قوة التدخل السريع اعتقلت خلال عام 2018، 48 شخصاً لنشرهم “معلومات غير صحيحة بهدف السخرية” من الشيخة حسينة.

وفرضت لجنة الانتخابات كذلك قيودا على النقل العام وحركة المرور يوم الانتخابات بهدف ضبط الأمن “وإجراء الانتخابات بسلاسة”، وفقا لرفيق الإسلام.

والشيخة حسينة،ابنة الأب المؤسس لبنغلادش الشيخ مجيب الرحمن، تسعى للفوز بولاية رابعة بعد فوزها الساحق في انتخابات كانون الأول/ديسمبر 2008، علماً بأنها حكمت بنغلادش لأطول مدة بين جميع قادة البلاد.

وخلال حكمها، نجحت الشيخة حسينة في قيادة البلاد نحو تطور اقتصادي لافت، لتنقلها من دولة نامية إلى دولة ذات دخل متوسط، كما اشيد بها لفتحها الأبواب أمام حوالى مليون لاجئ من الروهينغا هربوا من بورما خلال العام الماضي.

ومع ذلك، تواجه حسينة انتقادات لتضييقها على حرية التعبير وقمعها للمعارضين، كما يتهمها منتقدوها، وتضمن القمع المتزايد قانوناً قاسياً ضد الصحافة جرى تعديله هذا العام.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى