طالبان أفغانستان تعلن أن مباحثاتها في إيران تناولت “مرحلة ما بعد انتهاء الاحتلال”
أعلنت حركة طالبان أفغانستان الثلاثاء أنها بحثت في اجتماعها الأخير مع مسؤولين في إيران “مرحلة ما بعد انتهاء الاحتلال”، في وقت تبذل طهران جهودا منسّقة للدفع باتجاه السلام قبل انسحاب أميركي محتمل.
ويأتي إعلان الحركة الأفغانية بعد تأكيد إيران الإثنين أن وفدا من طالبان زار العاصمة الإيرانية طهران حيث عقد جولة محادثات هي الثانية في غضون أيام بهدف إنهاء نزاع مستمر منذ 17 عاما.
وأعلنت الحركة في بيان نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي وأرسلته بالبريد الإلكتروني للصحافيين أن وفدها بحث في إيران “مرحلة ما بعد انتهاء الاحتلال، وإعادة إحلال السلام والأمن في أفغانستان والمنطقة”.
ومن شأن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أن يعزز ثقة طالبان بعد ان أبلغ مسؤولون أميركيون الشهر الماضي عدة وسائل إعلامية بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر سحب نحو نصف الجنود الأميركيين المنتشرين في البلاد.
وكانت تقارير سابقة أفادت عن عقد محادثات بين إيران وطالبان، إلا أن طهران نفتها كعادتها.
ويتوقع أن يثير الدفع الحالي نحو السلام القلق في أوساط صقور السياسة الأميركية الذين يخشون من أن يخلي قرار ترامب سحب قوات بلاده من سوريا وأفغانستان الساحة لإيران لتعزيز نفوذها في المنطقة.
وعقد أعضاء طالبان لقاءات كذلك مع وفود من الولايات المتحدة وباكستان والسعودية في الإمارات في وقت سابق من كانون الأول/ديسمبر، لكنهم رفضوا حتى الآن لقاء وفد حكومي أفغاني.
والسبت أعلنت الحركة أنها لن تلتقي الوفد الممثل للحكومة الأفغانية في جولة مقبلة من المقرر عقدها في السعودية في وقت لاحق من كانون الثاني/يناير الجاري.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي سيزور أفغانستان خلال الأسبوعين المقبلين من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
ولطالما دعمت طهران أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان، التي تعرّضت للكثير من الاضطهاد والعنف إبان حكم حركة طالبان للبلاد في تسعينيات القرن الماضي.
ونسّقت إيران مع الولايات المتحدة والقوى الغربية خلال حملة إطاحة حكم طالبان بعد الغزو الأميركي لأفغانستان في 2001.
إلا أن تقارير غربية ومصادر أفغانية تفيد أن الحرس الثوري الإيراني أقام في السنوات الأخيرة علاقات مع طالبان بهدف إخراج القوات الأميركية من أفغانستان.