فايننشيال تايمز: كان من المفترض أن يؤدي الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 إلى اندلاع ديمقراطية إقليمية
افتتاحية صحيفة فايننشيال تايمز جاءت تحت عنوان “تشوش ترامب “القاتل” على سياسة الشرق الأوسط”. وقالت الصحيفة إن واشنطن تعاني من إشارات متضاربة وتشدد متزايد.
وقالت الصحيفة إنه قد يغفر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شعوره بالارتباك، ففي يوم الأحد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير تركيا اقتصادياً في حال استهدفت قوات أردوغان الأكراد في سوريا (حلفاء الولايات المتحدة)ـ وفي الأسبوع الماضي، تجاهل الرئيس التركي، تصريحات مستشار ترامب للأمن القومي التي قال فيها إن “الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من سوريا حتى تضمن تركيا سلامة مغادرة الأكراد.
وأضافت أن ترامب صرح قبل ذلك أن الولايات المتحدة ستغادر سوريا “بسرعة شديدة”، وهو القرار الذي أدى إلى استقالة جيم ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي واستقالة بريت ماكغورك، المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرة إلى أن ذلك حدث قبل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي قال فيها إن “الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا ببطء تبعاً للظروف على الأرض”.
وتابعت الصحيفة بالقول إن أردوغان في وضع جيد، إذ أن الولايات المتحدة نفسها لا تعرف إذا ما كانت ستأتي أم ستغادر ببطء أو بسرعة، وذلك بناء على شروط مرنة أو من دون شروط فكيف يفترض على الشرق الأوسط التعامل مع هذا الوضع؟
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة أرسلت إشارات متضاربة حول الشرق الأوسط فعلى سبيل المثال في عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش كان من المفترض أن يؤدي الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 إلى اندلاع ديمقراطية إقليمية إلا أنه ساهم في تعزيز حكم الملالي في ايران، وألمحت الصحيفة إلى أنه يتعين على دول الشرق الأوسط أن تستعد للأسوأ: مستقبل من دون استقرار أو حرية.