تقدير موقفصحة وغذاء

حول الادعاءات المزعومة بالتوصل الى “علاج نهائي للسرطان”

محمد منصور*

بخصوص العلاج النهائي للسرطان اللى أعلن عنه مجموعة من الباحثين في الكيان المحتل:
في البداية ليس عندي أى مشكلة في إن أى باحث في العالم يقدم علاجا للسرطان، فأنا مستعد ان اتحالف مع الشيطان وأروج لعلاجه الذى ينهي آلام حوالي 18 مليون شخص يصابون بالسرطان سنويًا.
لكن للأسف: العلاج المزعوم لن يقدر يعمل هذا في الغالب.
“موتا توتا” هو دواء يقول ” الباحثون” إنه سيعالج أنواع السرطان المختلفة، ويدعون إنه خلال عام واحد سيكون موجودا، وهذا أمر مستبعد من الناحية العلمية.. لماذا؟
أولاً: حسب الأخبار المنتشرة -لأنى لم ار دراسة- العلاج مُصمم من بيبتيدات متعددة، هذه عبارة عن جزيئات صغيرة جدًا تتحد مع الأحماض الأمينية وتكون بروتينات، الباحثون يقولون إنهم تمكنوا من تصميم الجزيئات الصغيرة جدًا لكي تهاجم المستقبلات التي تسبب الطفرات التي ينجم عنها الأورام، ويقولون إنهم أجروا تجاربهم على الفئران، وإن الطريقة هذه نجحت!
للأسف: الكلام هذا ليس دقيقا جدا، لأن هناك مئات المستقبلات التي تسبب مئات الطفرات اللتي ينجم عنها بالتبعية الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، وفي الأساس؛ العلماء إلى الآن لم يقدروا ان يعرفوا كل المستقبلات هذه، ويوم بعد يوم؛ الباحثون في كل أنحاء العالم يكتشفون طفرة جديدة غير معروفة سابقًا تسبب الإصابة بالأورام.
طيب: هل يُمكن للبيبتيدات المتعددة العمل كدواء موجه ضد السرطان؟ من الناحية النظرية ممكن جدًا، لكن من الناحية العملية صعب جدا استخدامها كـ”سم” يهاجم الطفرات هذه على مدى واسع، خصوصًا إن الورم الواحد يمكن ان يكون ناجما عن مئات الطفرات المتحدة مع بعضها البعض، والمتشابكة بدرجة تخليها بالغة التعقيد، هذا علاوة على إن سلوك الطفرة يختلف، وتقدر ان تحور من نفسها لكي تهرب من العلاج.
ثانيًا: لا اعرف كيف يقول الناس الذين صمموا الدواء إن العلاج ستظهر نتائجه خلال عام! الانتقال من العمل على فئران التجارب وصولاً للتجارب السريرية عملية تحتاج الى وقت كبير، ونتائجها تظهر على المدى الطويل، دواء ك “الكيميرا” مثلاً استغرق فترة تجارب تقترب من 20 سنة، وحصل على موافقة من وقت قريب ولا يزال يعمل عليه تجارب إلى الآن.
طبعًا النهج الجديد مثير للاهتمام، لكن؛ وبحسب نائب رئيس جمعية السرطان الأمريكية “ليوناردو ليخت فيلد”، لو القينا نظرة على التجارب السابقة فـ”العلاج المزعوم لن يكون ناجحًا على البشر”. وهذا بكل أسف يعني في تقديري، تصميم أدوية تُعالج كل أنواع السرطان مستحيل في الوقت الحالي، والأمل في الدواء المناعي الشخصي، اللى بيتصمم خصيصًا على مقاس كل شخص عنده ورم ما.
لكن بكل تأكيد ادعو إن تكون الادعاءات الحالية حقيقة، وان نرى غدا قبل السنة المقبلة دواء طالع من عندهم، أو من عند أى طرف، قادر على بث الآمال في نفوس المعذبين بالسرطان.

 

* بتصرف يسير

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى