الوزيرات الجديدات حديث اللبنانيين
لم يكن الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة في لبنان، بعد أشهر طويلة من المفاوضات، وحده ما شغل اللبنانيين منذ ليلة أمس؛ بل أصبحت وزيرات لبنان الجدد موضع حديثهم أيضا.
فتعيين أربع وزيرات في مجلس وزراء يتكون من 29 مقعدا، يعد سابقة في لبنان، كما جعل تسليم ريّا الحسن حقيبة وزارة الداخليةمن لبنان أول بلد عربي يعين امرأة في مثل هذا المنصب المهم – حيث جرت العادة في معظم البلاد العربية على تعيين نساء في وزارات ذات ثقل أقل.
ومن بين الوزيرات الأربع اثنتان في الثلاثينيات من العمر، واثنتان قادمتان من مجال الإعلام.
وتنتمي الوزيرات إلى كل من تيار المستقبل، وتكتل لبنان القوي (التيار الوطني الحر)، والقوات اللبنانية.
طوال ساعات الليلة الماضية، كان اللبنانيون يعلقون على الحكومة الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان أكثر ما احتفى به كثيرون أن امرأة لبنانية أصبحت أول وزيرة للداخلية في العالم العربي.
وريا الحسن (52 عاما) حاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن الأمريكية، وكانت أول امراة ترأس وزارة المالية في لبنان.
ولم تخل تلك التعليقات من بعض المزاح؛ ففي بلاد عربية عدّة يشار إلى الزوجة على أنها “وزيرة داخلية” المنزل.
تأهيل” المرأة
وإلى جانب ريا الحسن، الوزيرات الجدد هن فيوليت خيرالله الصفدي، وزيرة دولة للتأهيل الاجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة؛ ومي شدياق، وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية؛ وندى بستاني، وزيرة الطاقة والمياه.
ويبدو أن الوزارة المعنية بشؤون المرأة تقابل بتعليقات ساخرة في لبنان، فعند استحداثها بداية عام 2017 وجّهت انتقادات شديدة لتعيين رجل، هو جان أوغاسابيان، وزيرا لشؤون المرأة.
واليوم، مرة أخرى، يثير الاسم الجديد لهذه الوزارة، وزارة التأهيل الاجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة، استياء البعض وتحديدا بسبب استخدام كلمة “تأهيل”.
وبعد ساعات فقط على إعلان الحكومة الجديدة، قالت ابنة رئيس الجمهورية، كلودين عون روكز، وهي رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، إنه تمت المطالبة بتغيير اسم الوزارة.
ومن بين الانتقادات أيضا، أن الوزيرات “لسن من المناديات صراحة” بأمور جوهرية تنادي بها جمعيات حقوق المرأة، وعلى رأس هذه القضايا منح المرأة اللبنانية الجنسية لأبنائها.
وقالت فيوليت خيرالله الصفدي: “لن أقول إن هناك تحديات تواجهني كامرأة بالوزارة، لأننا يجب ألا نتكلم (بعد اليوم) عن التمييز بين والمرأة والرجل، والبرهان أن الدولة اليوم، ورئيس مجلس الوزراء، مؤمن بدور المرأة فهناك أربع سيدات في هذه الحكومة. التحديات تواجه الحكومة بشكل عام وأنا جزء من هذه الحكومة”.
وكانت فيوليت الصفدي (38 عاما) تعمل في مجال الإعلام، وكان زوجها وزيرا سابقا.
واعتبرت في المقابلة أن وزارتها هي “الأهم” في حال دعمت فعليا، لأنها تعمل على أهم عنصرين في المجتمع: الشباب والمرأة.
وقالت إن حلمها الحقيقي أن يبقى الشباب في بلدهم لبنان، لذا فإن هدفها هو تأمين فرص عمل لهم.
ورغم صغر نسبة السياسات المشاركات حاليا في الحكومة والبرلمان اللبناني، يبقى عددهن الأكبر هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة.
ففي الحكومة السابقة (2016) كانت عناية عز الدين، المرأة الوحيدة في الوزراة، واليوم بلغ العدد أربعة.
كما نجحت 6 نساء في دخول البرلمان (ذي الـ 128 مقعدا) بعد انتخابات أيار/مايو 2018، مقارنة بأربع نساء في برلمان (2009).
واللافت أيضا إقبال الإعلاميات على الانخراط في الحياة السياسية بشكل عام في لبنان؛ حتى أن الحكومة الجديدة تضم إعلاميتين هما مي شدياق وفيوليت خيرالله.
ومي شدياق وجه إعلامي معروف، وكانت قد نجت من محاولة اغتيال عام 2005 بعد أشهر على اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.