مسؤول ماليزي: إصلاح المؤسسات التعليمية هي النقطة المحورية للاصلاح المجتمعي
قال رئيس حزب العدالة الشعبية الحاكم في ماليزيا انور ابراهيم اليوم الخميس ان الحكومة الماليزية الجديدة يهمها جدا اصلاح المؤسسات التعليمية بوصفها النقطة المحورية للاصلاح المجتمعي في البلاد.
جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية لندوة حول الفكر الاسلامي المعاصر والاصلاح المجتمعي التي نظمها المعهد الدولي للحضارة الاسلامية والعالم الملايوي يوم امس وتستمر حتى يوم غد بمشاركة نخبة من المفكرين من ماليزيا واستراليا وبريطانيا والهند وبوتسوانا والولايات المتحدة واندونيسيا تحت شعار (الفكر الإسلامي المعاصر وتوجهات الإصلاح المجتمعي من منظور الجغرافية الثقافية).
واضاف ابراهيم الموعود بمنصب رئيس الوزراء القادم ان “الإصلاح المجتمعي يجب ان يبدأ بإصلاح التعليم وهو تحدي كبير بالنسبة للمجتمعات المعاصرة”.
واشار الى ان اصلاح التعليم يشمل جودة التعليم والمشاركة المجتمعية اضافة الى التنافس في اتقان اللغات العالمية والعلمية ومنها الانجليزية والعربية والفرنسية مشددا على ضرورة ان تكون المؤسسات التعليمية منبرا يصدح بالحقيقة ويسمح فيها بالتعبير عن الآراء والافكار المختلفة بحرية.
وحول الاصلاح المجتمعي قال ابراهيم ان اصل الاصلاح في الاسلام نابع من مبدأ الآية “ان اريد إلا الاصلاح ما استطعت” مفيدا ان دعاة الاصلاح يجب ان يتبنوا هذه الفكرة لأن الاصلاح قائم على استطاعة الفرد وقدراته.
وتطرق الى منهج المفكر الجزائري مالك ابن النبي في النهوض بالامم اذ اسس لمفاهيم رئيسية لإعادة بناء المجتمعات في آسيا وافريقيا لاسيما تلك التي مرت بمرحلة الاستعمار مستعرضا مقترح ابن النبي في الناتج الحضاري القائم على الانسان والتراب والوقت والذي فصله في كتابه (شروط النهضة).
واوضح ان “المجتمع المسلم بحاجة الى المشاركة المجتمعية والفهم العميق لأنماط الاصلاحات المجتمعية” مشيرا الى ان تلك الاصلاحات لا يمكن تحقيقها من خلال طرح المفكرين والاكاديميين فقط بل من خلال التطبيق السليم لها والتفاعل المجتمعي.
ولفت ايضا الى ان الخطر الأكبر على المجتمع المتعدد الثقافات هو انعدام العدالة وذلك يعني تهميش مكونات عديدة في المجتمع قائلا “لايمكن تعميم ورفض اي فكر موجود فالذي يرفض الفكر الليبرالي والتعددي هم من ينشؤون توجها محافظا جديدا”.
واضاف ان “اتباع المشايخ واساتذة الدين والتعصب لآرائهم من دون تفكير او تدبر قد يؤدي الى التطرف” مشيرا الى ان بعض علماء الدين أساؤو استخدام مفهوم (الولاء) في الاسلام لدعم افكارهم وربما لدعم توجهات سياسات حكوماتهم القمعية.
واكد ابراهيم في رد على سؤال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش الندوة ضرورة فهم الافكار والديانات الأخرى لكي يعرف الفرد المسلم كيفية التعامل معها وهو حسب قوله مبدأ نص عليه القرآن في آية “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” موضحا بأن التعارف هنا هو تفهم واحترام الآخر.
واضاف “للأسف الشديد يتوقع بعض المفكرين المسلمين من الآخر فهم الاسلام ولكنهم يرفضون بتاتا تفهم وضع الآخر لذلك خرج الغرب بظاهر الإسلاموفوبيا” مبينا ان فهم ديانات وافكار ومعتقدات الآخر هي للمعرفة وليس للتأثر بمعتقداتهم الدينية واتباعها.
من جانبه ذكر استاذ الفكر والشؤون الخارجية في جامعة (جورج تاون) الامريكية البروفيسور جون إسباسيتو خلال الجلسة الافتتاحية ان اهم عناصر تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب هو الاعلام الذي قام بتشكيل صورة سلبية متكررة عن الاسلام والمسلمين وكذلك خطاب القيادات السياسية وعلماء الدين.
ودعا إسباسيتو المجتمعات الاسلامية الى تطبيق وفهم مصطلح “التعايش” مع الآخر المخالف قائلا “من دون التعايش تهمش المجتمعات بعضها بعضا لذلك يجب التعرف على الآخر وفهم حقائق افكارهم واديانهم ومحاولة التعايش معهم”.
كما دعا ايضا الى تطبيق وفهم مصطلح “التفاهم المتبادل” الذي يعني احترام جميع الثقافات والمعتقدات في هذ العالم موضحا ان هذا المصطلح “لايعني اتفاق جميع الاطراف المختلفة على جميع الامور لذلك فإن تعزيز الحوار بين الاديان والثقافات يعالج امورا عديدة في التفاهم المتبادل”.
وفي سياق متصل اشار البروفيسور إسباسيتو الى ان العديد من الدول الاسلامية تتقدم بشكل ملحوظ لكن هناك العديد من الدول تتراجع ايضا بشكل ملحوظ قائلا “ليس بالضرورة ان يكون عدم تقدم بعض الدول بسبب الفقر والجوع بل ربما تكون بسبب اساءة استخدام مصادر الدولة وبعض انماط الحياة الخاطئة”.