أسرار العدوان الأمريكي على فنزويلا وآفاق الصراع
باحث اقتصادي أميركي يكشف عن أسرار العدوان الاقتصادي على فنزويلا وآفاق الصراع: هذه خلاصات شبه حرفية من لقاء أجراه موقع «ذي أونز ريفيو» The Unz Review مع الباحث الأميركي مايكل هادسون حول الوضع في فنزويلا والعدوان الأميركي الراهن عليها:
*أصبحت فنزويلا رهينة لأميركا بطريقتين: أولاً، لم تبنِ مصافي النفط في فنزويلا، بل خارجها. ثانياً، تمّ حثّ مسؤولي البنك المركزي الفنزويلي على رهن الاحتياطات النفطيّة وجميع أصول قطاع النفط التابع للدولة (بما في ذلك شركة سيتغو الحكومية) كضمان للدين الخارجي.
*سعى تشافيز لإعادة تركيز اقتصاد مختلط، مستخدماً موارد حكومته النفطية لتطوير بنية تحتيّة وإنفاق محليّ على الرعاية الصحيّة، التعليم، التوظيف لرفع معايير عيش وإنتاجيّة جمهور ناخبيه. ما عجز عن تنفيذه هو القضاء على الاختلاس والعمولات على حساب موارد القطاع النفطيّ، كما عجز عن كبح هروب رساميل الأوليغارشيّة، التي نقلت ثروتها إلى الخارج، وهربت هي نفسها.
*لم يكن ممكناً أن يتّبع تشافيز ومادورو سياسة لصالح فنزويلا، تطمح لتحقيق استقلال اقتصاديّ، دون التسبّب في إغضاب الولايات المتحدة الأميركيّة وفي تخريبٍ وعقوباتٍ من قِبلها… تقوم سياسة أميركا على معاملة فنزويلا على أنها امتداد للاقتصاد الأميركي.
* في رأيك ما الذي على مادورو فعله لإنقاذ الاقتصاد الفنزويلي؟
-لا أرى أن هناك شيئاً بالإمكان فعله ولم يفعله الرئيس مادورو. في أفضل الأحوال، بإمكانه طلب دعم خارجي، والإظهار للعالم الحاجة لنظام اقتصادي ومالي دولي بديل. ولقد انطلق بالفعل في القيام بذلك، محاولاً استرداد ذهب فنزويلا من “مصرف إنكلترا” و”الاحتياطيّ الفيدرالي”.
*الطريقة الوحيدة التي يمكن لمادورو القتال بنجاح من خلالها هي على المستوى المؤسساتي، وذلك برفع الاستعداد للتحرّك “خارج الصندوق”. خطّته هي المساعدة على خلق نظام اقتصادي عالمي جديد مستقلّ عن معياريّة الدولار الأميركيّ. سيعمل ذلك على المدى القصير فقط في حال اعتقدت أميركا أنّها قادرة على الخروج من هذه المعركة كوسيط ماليّ صادق، نظام مصرفيّ صادق وداعم للأنظمة المنتَخبة ديمقراطيّاً. إدارة ترامب ستحطم الأوهام حولها بشكل أكبر من أيّ ناقد معادٍ للإمبرياليّة أو أي منافس اقتصادي.
*ما هو حجم الدعم الذي تقدّمه الصين وروسيا وإيران وكم يمكنها المساعدة؟
-لا تملك أيّ من هذه الدول القدرة حاليّاً على تكرير النفط الفنزويلي. يحدّ ذلك من إمكانيّة قبولها دفعات بالنفط الفنزويلي. فقط عقد تموين طويل الأمد (يدفع مسبقاً) بإمكانه أن ينجح، وحتى في هذه الحالة، ما الذي يمكن للصين وروسيا القيام به في حال انتزعت الولايات المتحدة أملاكهما في فنزويلا، أو رفضت السماح لشركة روسيا النفطيّة امتلاك «سيتغو»؟ في تلك الحالة، سيكون الردّ الوحيد حجز الاستثمارات الأميركية في بلديهما كتعويض.
*إذن، مستقبلاً، تحتاج الصين وروسيا وإيران ودول أخرى إلى تأسيس محكمة دولية جديدة لتقضي في الأزمة الدبلوماسية القائمة وتداعياتها المالية والعسكرية. مثل هذه المحكمة – وبنك دولي مرتبط بها كبديل عن «صندوق النقد الدولي» و«البنك العالمي» اللذين تسيطر عليهما الولايات المتحدة …
*ما الذي يمكن لدول أميركية لاتينية أخرى مثل بوليفيا، نيكاراغوا، كوبا، وربما الأوروغواي والمكسيك، القيام به لمساعدة فنزويلا؟
-أفضل ما يمكن أن تقوم به دول الجوار هو الانخراط في خلق آلية دعم للتخلي عن الدولار، ومؤسسة دوليّة تشرف على شطب الديون التي تتجاوز قدرة الدول على الدفع دون فرض تقشّف ومن ثمّ تدمير اقتصاداتها. يجب كذلك إيجاد بديل لـ«البنك الدولي» يقدّم قروضاً بالعملات المحليّة
نحتاج إلى مبدأين دوليّين، أولاً لا يجب أن تُجبر أيّ دولة على دفع دين خارجيّ بعملة (مثل الدولار وتوابعه) يعمل نظامها المصرفيّ على منع الدفوعات.
ثانياً، لا يجب أن تُجبر أيّ دولة على دفع دين خارجي على حساب خسارة استقلاليتها كدولة
هذه الفقرات مما قاله الخبير الأميركي مايكل هادسون مهمة وخطيرة وتدفع إلى طرح أسئلة أهم وأخطر، ولذلك سأتوقف عندها في منشور قادم للمقارنة بين الوضع العراقي بعد الاحتلال الأميركي 2003 وما فعلته حكومات المحاصصة الطائفية من تدمير وإخضاع ممنهج وبين الوضع في فنزويلا وكيف أصبحت هذه الدولة رهينة اقتصادية وسياسية للولايات المتحدة الأميركية مهددة بالعدوان العسكري المباشر!
رابط أول يحيل الى النص الكامل للقاء مع هادسون
https://al-akhbar.com/…/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%…
رابط ثان
http://www.albadeeliraq.com/ar/node/1825