علوم وتكنولوجيا

مصر تستضيف أول قمة للجامعة العربية والاتحاد الاوروبي

الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي في بيروت في 11 شباط/فبراير 2019

تبحث الدول الأعضاء في الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي في أول قمة تعقد بينهما الأحد والإثنين في شرم الشيخ بشرق مصر، عددا من القضايا التي تثير اهتمام الجانبين من بينها الأمن والهجرة والتنمية الاقتصادية.

وسيستضيف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العديد من نظرائه العرب والأوروبيين ورئيسي المجلس الاوروبي دونالد توسك والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

ويتوقع أن يشارك في قمة شرم الشيخ رؤساء دول وحكومات 24 من البلدان ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بحسب مسؤول في الاتحاد الاوروبي.

ومن بين الذين سيشاركون في الاجتماع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في وقت تواجه إصرار الأوروبيين على موقفهم بشأن بريكست.

من الجانب العربي، أكد حتى الان الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي والعراقي برهم صالح حضورهما اضافة الى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

وصرح رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في القاهرة السفير إيفان سركوس أن المناقشات ستتركز على ثلاث قضايا رئيسية: التعاون الاقتصادي بين أوروبا والدول العربية والتحديات الدولية والمسائل الاقليمية.

وعلى رأس هذه القضايا ستأتي التجارة والاستثمار في حوض البحر المتوسط والمسائل التربوية والاجتماعية.

وفي ما يتعلق بالتحديات الدولية، سيناقش العرب والأوروبيون التغيرات المناخية والهجرة والأمن.

وسيتم كذلك بحث ملفات إقليمية مثل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أو اليمن أو ليبيا.

وقال سركوس في رسالة إلكترونية ردا على سؤال لوكالة فرانس برس إن “تعزيز التعاون والاتصالات بين أعضاء الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية يمكن أن يؤدي الى تحسين مستوى الرفاهية والاستقرار في المنطقتين”.

-“إرساء حوار”-

وستتم مناقشة موضوع الهجرة الذي يقع في صلب العلاقات بين الكتلتين خلال القمة، لكنها لن تقتصر على هذه القضية، بحسب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

وقالت موغيريني لصحافيين الاثنين “سنجري مناقشات صريحة ومفتوحة ليس فقط حول الهجرة، بالتأكيد لا”، مشيرة الى التعاون الاقتصادي في حوض المتوسط.

ولكن وفق مسؤول في الأمم المتحدث طلب عدم كشف هويته، “بعض الدول الاوروبية لا تريد التطرق الى الهجرة أصلا”، متسائلا “كيف يمكن إذن مناقشة الموضوع؟”.

وقال المسؤول “إذا كانت هناك هذه المقاربة السلبية للغاية (من جانب أوروبا)، قد يؤدي هذا الى تجميد كل المناقشات الأخرى”، في إشارة إلى النمو الاقتصادي والتجارة.

في كانون الأول/ديسمبر 2018، صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على ميثاق دولي حول الهجرة يستهدف تعزيز التعاون الدولي من أجل “هجرة آمنة”. لكن من بين دول الاتحاد الاوروبي، صوتت المجر وجمهورية التشيك وبولندا ضد هذا الميثاق.

واتخذت المجر ورئيس وزرائها فيكتور اوربان مواقف مناهضة للهجرة وبصفة خاصة من أزمة المهاجرين في العام 2015.

ويقول المحلل في مركز كارنيغي-أوروبا للأبحاث مارك بييريني السفير السابق للاتحاد الاوروبي في تونس وليبيا، إن الرهان الرئيسي لقمة شرم الشيخ هو “إرساء حوار ذي مغزى بين الكيانين اللذين يواجه كل منهما تحدياته الخاصة”.

وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي في وقت “لا زالت فيه الدول العربية تمرّ بتداعيات الثورات التي اندلعت عام 2011 (…) ووحدة الجامعة العربية ليست في أحسن حال”.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي من جانبه “منقسم داخليا حول بعض مبادئه الجوهرية”.

-“لا اتفاق” بشأن بريكست –

واكد مصدر في الاتحاد الاوروبي انه “لن يكون هناك اتفاق في الصحراء” وذلك ردا على سؤال بشأن اجتماع القادة الاوروبيين على هامش قمة شرم الشيخ لتفادي خروج كارثي للمملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي في 29 آذار/مارس.

وشدد المصدر طالبا عدم كشف هويته “انها قمة بين الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية”.

من جهة اخرى اشار مصدر في الاتحاد الاوروبي الى ان هذه القمة العربية الاوروبية الاولى مهمة خصوصا مع تراجع انخراط الولايات المتحدة في المنطقة التي باتت الصين وروسيا تحاول استمالتها “الامر الذي ليس في صالحنا بالضرورة”، بحسب المصدر.

وتحاول مصر التي ينظر إليها الأوروبيون كقطب استقرار لا غنى عنه ويقع فيها مقر الجامعة العربية، أن تستعيد دورها على الصعيد الدولي بعد الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أعقبت ثورة 2011.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى