تقدير موقف

نعم صحيح، “العدو الاول للعراق في زمن صدام هو إسرائيل وليس إيران”

علاء اللامي*

هل كان صدام حسين ضد “الإيران فوبيا” فعلا، فقال في ذروة الحرب العراقية الإيرانية إن العدو الأول للعراق ليس إيران بل إسرائيل؟ ماذا يقول بعثيو مشيغان؟ في مقالة للكاتب القومي العراقي سعد ناجي جواد، بعنوان (من هو العدو الاول للعراق وللأمة العربية: وكيف رد صدام حسين على هذا السؤال؟) روى الحادثة التالية والتي – إن صحت وأرجح أنها صحيحة – فإنها تفضح أولئك البعثيين وغير البعثيين الراكضين اليوم خلف الدعاية الصهيونية والأميركية التي تروج وترسخ العداء العنصري والطائفي لإيران ليحل محل العداء لدولة العدو الصهيوني التي أصبحت نموذجا يحتذى للكثيرين من هؤلاء. وقد يبدو مملا تأكيدي على أنني لم أقف يوما مدافعا عن تدخلات إيران وهيمنتها السياسية والأمنية والاقتصادية على النظام العراقي القائم بل انتقدتها وسأنتقدها بحدة وجذرية دوما دون أن يقلل ذلك من احترامي لمواقف إيران الشجاعة في مواجهة عدو العراق والعرب والمسلمين “إسرائيل” الصهيونية وحاميتها الولايات المتحدة الأميركية وعموم الدول الغربية فلا مساومة على الاستقلال وكرامة العراق وشعبه حتى مع الملائكة! كتب سعد ناجي جواد هذه الفقرة من مقالة تجدون رابطها في أول تعليق:
*في حادثة لا يمكن ان تمحى من الذاكرة، جرت في ذروة الحرب العراقية-الإيرانية زار الرئيس الراحل صدام حسين احدى مدارس بغداد المتوسطة للبنين، وكما كانت العادة فان هذه الزيارة كانت تبث في كل نشرات الأخبار آنذاك. واثناء تفقده لأحد الصفوف سأل الطلبة (من هو العدو الاول للعراق؟)، فهب كل الطلبة برد واحد (إيران إيران)، عندها رد عليهم قائلا (لا يا أولادي إيران دولة جارة، حكامها سيئون نعم، ولكنها تبقى دولة جارة، والعدو الاول للعراق وللأمة العربية هي اسرائيل)، ثم استرسل في توضيح فكرته.
*من الواضح عندي أن دوافع السيد سعد ناجي جواد المعروف بمناهضته للصهيونية والإمبريالية الغربية بزعامة أميركا لقول هذا الكلام والإيتان بهذه الحادثة هي دوافع نبيلة وسليمة لا تريد التفريط بحليف قوي لقضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين، وأرجح – كما أسلفت – أن قصة كلام صدام حسين صحيحة، ولكنها لا تنفي بل هي تؤكد ضمنا أن هناك موجة من العداء العنصري والطائفي لإيران حتى في عهد صدام وفي ذروة الحرب بين النظامين فجاء كلامه ليرد عليها أو يخفف من حدتها أو ليبرئ نفسه منها ولكن ما بال التابعين والعابدين له اليوم لا يفكرون على طريقته؟
كما يُسجل للسيد جواد نقده الشديد لمراهنة البعثيين هذه الأيام على أميركا وعقدهم لمؤتمرهم “المعارض” في ولاية مشيغن الأميركية قبل فترة، وتشبيهه له بمن راهن عليها من معارضي النظام السابق فوقفوا مع احتلال بلادهم في 2003! ع.ل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى