إعلام

هجوم نيوزيلندا “إرهاب” لا يختلف عن “جرائم تنظيم داعش”

تناولت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية الهجوم الدموي على مسجدين في نيوزيلندا والذي وقع أثناء صلاة الجمعة عندما فتح مسلح النار على المصلين مما تسبب في مقتل 49 شخصاً وجرح عشرات آخرين.

وانعكست مشاعر الحزن والغضب على عناوين الصحف الصادرة السبت، التي وصفت الحادث ﺑ “المذبحة” و”المجزرة”.

ورأى كتاب أن الحادث يشير إلى انتشار نسخة جديدة من “الإرهاب”، تمثل المقابل لما وصفوه بجرائم القاعدة وداعش.

غير أن كتاب آخرين اتهموا المتطرفين الغربيين بالإرهاب بسبب الإسلاموفوبيا – أو الخوف المرضي من الإسلام – ليرتكبوا بذلك جرائم لا تختلف عن جرائم تنظيم الدولة الإسلامية.

وأبدى كتاب تخوفا من انتشار ايديولوجية وأفكار اليمين المتطرف والتفوق الأبيض.

لا اختلاف عن “جرائم الدواعش”

وصف أحمد الحناكي في الحياة اللندنية هجوم نيوزيلندا بأنه “إرهابي وحشي”.

ويتساءل: “هل تختلف جريمة هذا الإرهابي عن جرائم الدواعش؟ لا وألف لا، فكلهم إرهابيون لا يملكون ذرة إنسانية أو بقية من الضمير. هل يدّعون أن لهم مآرب أو مقاصد إنسانية؟”

ويضيف: “أنك تصطدم أحياناً بـ ̕الإسلاموفوبيا̔ أو بهذا الخوف الذي يعشش في صدور العنصريين أو المتطرفين من الجانب الآخر، فليس كل إرهابي خلفيته إسلامية”.

وتحت عنوان “مذبحة نيوزلندا ومفهوم شمولية الحل”، يرصد فايز بصبوص الدوايمة في الرأي الأردنية “اتساع نطاق الخطاب التحريضي الشعبوي وتكرار التعبئة والتخويف مما أصبح يطلق عليه الإسلاموفوبيا تخويفاً من الإسلام على قاعدة أنه منبع الإرهاب والتطرف، هذا الفهم المنقوص والذي يعتبر التطرف الإسلامي هو الإرهاب وإن كل عملية متطرفة وإرهابية تلصق بشكل غير مباشر أو مباشر بالإسلام”.

ويقترح الدوايمة “شمولية حل ظاهرة التطرف” لهذا النوع من الخطاب، قائلاً: “فمفهوم شمولية الحل كان دائماً يعني بهاأن الحل يكمن في محاربتها كظاهرة عالمية لقيت انعكاساتها وبيئتها الحاضنة في كل الأديان وفي كل المجتمعات وهذا ما أبرز بشكل واضح وجلي التحولات التي حصلت في البنية الثقافية والاجتماعية والسياسية وبخاصة في الدول الغربية والتي جنحت نحو أقصى اليمين”.

ويقول فارس الحباشنة في الدستور الأردنية “بالتأكيد الحادثة على بشاعتها وشدة الإجرام فهي امتداد لحرب هوياتية متطرفة يتأجج نفوذها في العقل الغربي . فالإهاربي الابيض خارج من عباءة ترامب، واليمين المتطرف، موديل في الأيدولوجيا السياسية الذي يريد أن يفرض على العالم وجها جديدا للصراع بين الحضارات والأمم والشعوب”.

ظاهرة ؟

من جانبه، يخلل محمد علي فرحات ما حدث، ويقول في الحياة اللندنية: “ثمة ما هو أبعد وأخطر يتمثّل بانتشار ظاهرة ̕النيو إرهاب̔ كنوع من الرد على جرائم ̕القاعدة̔ و̕داعش̔ بدءاً من كارثة 11 سبتمبر / أيلول الأمريكية وصولاً إلى طقوس الحرق والقتل والاستعباد في ليبيا والعراق وسوريا، ناهيك عن عمليات تفجير في أوروبا وأمكنة أخرى في العالم حصدت أبرياء وتسببت بخسائر مادية”.

ويضيف: “المحرّض الأساس على الـ ̕نيو إرهاب̔ هو الصورة المشوّهة للإسلام والمسلمين التي قدّمها جهاديون متطرّفون بالكلام وبالفعل”.

يرى جبريل العبيدي في الشرق الأوسط اللندنية أن “التوصيف الحقيقي لما حدث في نيوزيلندا، هو إرهاب متطرف ضد مصلين … بسبب حالة التشبع بخطاب الكراهية، والعنصرية والاستعلاء، الذي تغذيه أحزاب اليمين”.

ويدين فوزي بن يونس بن حديد “جريمة نيوزيلندا” على أنها “فوبيا ضد الإسلام وعنصرية مقيتة ضد المسلمين”.

أما صالح بن عفصان الكواري في الراية القطرية فيدين أنظمة عربية ساهمت في “شيطنة المسلمين”.

ويقول: “تكشف مجزرة نيوزيلندا – التي نفذها متطرف أسترالي أمس ضد مصلين أثناء صلاة الجمعة بمسجدين في نيوزيلاندا- بجلاء أن الإرهاب لا ينتمي إلى أي دين أو عقيدة، ولا يهدف إلا لإشاعة الكراهية والحقد والغضب بين الناس، وخدمة أعداء الإنسانية والمتطرفين وأنظمة الحكم المستبدة التي تسعى لتصدير ̕فزاعة الإسلام̔ لتبرير جرائمها ومغازلة قوى التطرف والعنصريين الذين يجدون في هؤلاء الطغاة أداة لخدمة مصالحهم”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى