الكيان الاسرائيلي المحتل

من هي ناشطة السلام الأمريكية التي دهستها جرافة إسرائيلية عمدا بكل وحشية بأوامر من قادة جيش الاحتلال؟

في 17 مارس/آذار عام 2003 لقيت الناشطة الأمريكية راشيل كوري حتفها عندما دهستها جرافة إسرائيلية عمدا وهي تقوم بالدفاع الرمزي ضد هدم منزل فلسطيني في قطاع غزة المحتل.

فمن هي راشيل كوري؟

ولدت راشيل كوري في 10 ابريل/نيسان عام 1979 في أوليمبيا بولاية واشنطن الأمريكية وكانت طالبة في إيفرجرين ستيت كوليدج حيث عرفت بميولها الليبرالية.

شاركت كوري في تنظيم العديد من فعاليات السلام مع مجموعة محلية في أولومبيا قبل أن تنضم لحركة التضامن العالمية التي انتهجت وسائل سلمية لتحدي تكتيكات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة.

الحب والواجب

وبعد وفاتها أشاد بها والداها لاهتمامها بحقوق الإنسان وكرامته، مشيرين إلى أنها “كرست حياتها من أجل الجميع.”

وقال والدها كريغ: “كانت راشيل مفعمة بالحب والشعور بالواجب نحو إخوتها في الإنسانية أينما عاشوا، وضحت بحياتها وهي تحاول حماية غير القادرين على حماية أنفسهم.”

B55F1A2C-CA06-407F-9CF5-88980778CC66

وقالت والدتها سيندي “إن راشيل قضت ليال طويلة مع الأسر المهددة بيوتهم بالهدم، وفي النهاية رحلت وهي تحاول حماية منزل من الهدم.”

ووصفت ابنتها بأنه “كانت فتاة متدفقة بالعواطف، وقد فتحت أعين الناس على الوضع في غزة.”

وكان ذلك قبل انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين من غزة بعامين.

دروع بشرية

وكانت كوري بين 8 نشطاء آخرين من حركة التضامن الدولية والذين جعلوا من أنفسهم دروعا بشرية لحماية مخيم رفح للاجئين.

وزعمت السطات الاحتلالية  الإسرائيلية في ذلك الوقت إن عمليات الهدم ضرورية لأن المقاومين الفلسطينيين استخدموا تلك المباني كساتر لإطلاق النار على الدوريات الاحتلالية الإسرائيلية في المنطقة، أو لحفر أنفاق لتهريب السلاح عبر حدود غزة مع مصر.

و كان الجيش الإسرائيلي قد أغلق ملف التحقيق الشكلي الذي زعم انه أجراه بدهس الناشطة الأمريكية في عام 2003، متبجحا: “إن مقتل راشيل كان حادثا عرضيا، ولن يُحاسب الجنود الإسرائيليون على حادث لا يتحملون مسؤوليته.”

دروع بشريةمصدر الصورةGETTY IMAGES

 

وزعم الجيش الإسرائيلي أيضا أنه ما كان يتعين على الناشطين أصلا أن يتواجدوا في مثل تلك المنطقة العسكرية المغلقة.

القضية

وقد رفض والدا كوري نتائج التحقيقات الإسرائيلية، وأكدا أن تحقيق الجيش الإسرائيلي افتقد إلى “الدقة والمصداقية والشفافية” وهي أمور كان قد تعهد بها إيريل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية المشهور بمذابحه ضد الفلسطينيين واللبنانيين كمذابح صبرا وشاتيلا.

وفي مارس/آذار عام 2010 رفعت الأسرة دعوى في محكمة حيفا ضد الحكومة الإسرائيلية متهمة الجيش بقتل راشيل بشكل غير قانوني أو عمدي أو بسبب الإهمال. وقالت الأسرة حينئذ إن الدعوى القضائية هي ملاذها الأخير.

وأصر كريغ كوري على قناعته بأن سائق الجرافة شاهد ابنته. وقال إنه ما كان ينبغي أصلا السماح باستخدام الجرافة في مواجهة ناشطي السلام “العزل”، والذين أكدوا أن راشيل، التي كانت ترتدي زيا برتقالي اللون للتعريف بنفسها بأنها ناشطة سلام، قد دهست عندما كانت تتسلق كومة التراب أمام الجرافة التي رفض السائق إيقافها.

شارون
Image captionشارون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق له تاريخ طويل في القيام بالمذابح بحق الفلسطينيين والعرب

وأردف بقوله أن سائق الجرافة التي دهست ابنته كان قد تلقى أوامر قبيل مقتلها، وقد تكون تلك الأوامر من قبيل عدم السماح لناشطي السلام الدوليين بإيقاف الجرافات عن العمل.

ولكن في 28 أغسطس/آب رفضت المحكمة الدعوى وادعت بأن وفاة كوري “حادث مؤسف” غير ناجم عن إهمال الجيش الإسرائيلي أو الدولة الإسرائيلية.

كما وذهبت المحكمة أيضا بأنه لا يوجد خطأ في تحقيق الجيش الإسرائيلي والذي برأ سائق الجرافة من أي لوم. وزعم القاضي بكل صلافة إن السائق لم ير الناشطة الأمريكية، متبجحا بأنه “كان بوسعها إنقاذ نفسها.”

وقال القاضي: “إنها لم تبتعد وهو التصرف الذي كان على أي شخص عاقل القيام به، لقد وضعت نفسها في خطر.”

وحكمت المحكمة الإسرائيلية بأنه ليس هناك مبرر لدفع تعويضات، ولكن ليس على عائلة كوري دفع رسوم القضية.

وعقب ذلك أعربت سيندي والدة راشيل كوري عن صدمتها في هذا الحكم مؤكدة أن الأسرة سوف تستأنفه.

وقالت: “إنه ليس فقط يوم سيء للأسرة، بل لحقوق الإنسان، والإنسانية، ولحكم القانون، ولدولة إسرائيل.”

وأضافت قائلة: ” إن مثل هذا الحكم يجعل الجنود يتصرفون ومعهم حصانة على حساب المدنيين.”

“اسمي راشيل كوري”

يشار إلى أن كتابات راشيل، التي نشرت بعد مقتلها، غدت رمزا للحملة الدولية التي تخوض غمارها أطراف عدة باسم الفلسطينيين.

وقد تم تحويل تلك الكتابات إلى مسرحية حملت عنوان “اسمي راشيل كوري”، ودارت فصولها عن حياتها، وجابت المسرحية مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى