جامعة الدول العربية

رؤساء عرب يؤكدون مركزية القضية الفلسطينية

أكد رؤساء عدة دول عربية اليوم الأحد خلال الدورة العادية 30 للقمة العربية بتونس مركزية القضية الفلسطينية في العالم العربي مؤكدين أنه لا استقرار بالمنطقة من دون التوصل إلى حل شامل يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة امام القمة ان هذه القمة تأتي في ظل منعطف خطير في تاريخ الامة العربية ازدادت فيه التحديات وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي مبينا ان هذا الصراع لن ينتهي إلا بحل سلمي شامل وعادل يحصل فيه الشعب الفلسطيني على حقه في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وحذر من أن الأزمات التي تفجرت منذ ثمانية أعوام في أكثر من بلد عربي من سوريا إلى ليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية تحمل أخطار التفكك والطائفية والإرهاب الذي بات يهدد صلب وجود الدولة الوطنية ومؤسساتها في المنطقة العربية ويهدر مبادئ العروبة والعمل المشترك لصالح تدخلات إقليمية في شؤون الدول العربية.
واعتبر ان استمرار الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني سيبقى وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولي طالما استمر ضرب قرارات الشرعية الدولية بعرض الحائط اضافة الى محاولات الالتفاف على مرجعيات السلام ومحدداتها. وشدد السيسي على ان المنطقة العربية تعيش مواجهة شاملة لجميع أشكال الإرهاب وما يتأسس عليه من فكر متطرف يبيح قتل الأبرياء وينتهك كل التعاليم الدينية السمحة داعيا إلى التحرك بشكل سريع ودون مماطلة لتطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب التي تضمنتها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة وعلى رأسها قرار (تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب) الذي اعتمد في القمة العربية الأخيرة في السعودية. من جهته أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية العربية المركزية والأولى متعهدا بمواصلة بلاده دورها التاريخي في حماية القدس والدفاع عنه انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها. ودعا في كلمة بالقمة العربية ال30 الى الانتقال من مرحلة مواجهة التحديات كل على حدة إلى التطبيق الحقيقي لمفهوم العمل العربي المشترك مضيفا ان “تحدياتنا وإن اختلفت فإن مصيرنا واحد ولابد من الاتفاق على أن أولوياتنا كأمة واحدة هي القضية الفلسطينية التي تبقى القضية العربية المركزية والأولى ولا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل عادل ودائم لها”.
وأوضح العاهل الأردني أنه لا بديل عن حل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا ويضمن عودة آمنة وطوعية للاجئين إلى وطنهم مؤكدا أن الجولان هي أرض سورية محتلة وفقا لكل قرارات الشرعية الدولية.
بدوره قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس أمام قمة تونس إنه “لم يعد باستطاعتنا تحمل الوضع القائم او التعايش معه حفاظا على مصالح وأحلام شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال وسنضطر لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية”.
وأضاف أن “استمرار اسرائيل في سياساتها واجراءاتها لتدمير حل الدولتين جعلنا نفقد الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها” مشيرا إلى أن مواصلة اسرائيل لسياساتها العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون ما كان له ان يكون لولا دعم الادارة الاميركية خاصة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها اليها وازاحة ملفات الاستيطان واللاجئين والأونروا من على الطاولة.
وأكد عباس أن ما قامت به الادارة الاميركية الحالية بقراراتها يمثل نسفا لمبادرة السلام العربية وتغيرا جذريا في مواقف الادارات الامريكية المتعاقبة تجاه الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وبذلك أنهت ما تبقى لها من دور في طرح خطة سلام أو القيام بدور وسيط في عملية السلام.
وحذر من محاولات اسرائيل دفع بعض دول العالم لنقل سفارتها الى القدس معربا عن ثقته بأن محاولات اسرائيل لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية والاسلامية لن تنجح ما لم تطبق مبادرة السلام العربية للعام 2002.
وحث الدول الاوروبية التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين للقيام بذلك مؤكدا ان هذا الامر ليس بديلا عن المفاوضات بل سيحافظ على حل الدولتين ويعزز فرص السلام في المنطقة مضيفا “القدس ليست للبيع ولا معنى لان تكون فلسطين دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها”.
ودعا عباس إلى تفعيل قرارات القمم العربية السابقة الخاصة بتوفير شبكة الأمان المالي والوفاء بالالتزامات المالية لدعم موازنة دولة فلسطين.
وتستضيف تونس الدورة العادية 30 للقمة العربية فيما انطلقت الاجتماعات التحضيرية للقاء القادة العرب منذ ال26 من مارس الحالي حيث تصدرت ملفات الجولان ودعم السلطة الفلسطينية وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بالعالم العربي اولويات مباحثات كبار المسؤولين العرب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى