ايطاليا

سالفيني يطلق حملة الاحزاب القومية للسيطرة على مؤسسات الاتحاد الاوروبي

ماتيو سالفيني زعيم اليمين المتشدد الايطالي ونائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية، ومارين لوبن رئيسة التجمع الوطني اليميني المتشدد الفرنسي ،في 8 تشرين الاول/اكتوبر 2018 بروما.

يجمع رئيس حزب “الرابطة” الايطالي (يمين متشدد) السبت في ميلانو ممثلي عشرة أحزاب قومية ليطلق أمام آلاف الانصار حملة للفوز في الانتخابات الاوروبية.

وقبل أسبوع من الاقتراع الاوروبي تبدو المهمة دقيقة بالنسبة لسالفيني وحليفته الرئيسية مارين لوبن رئيسة حزب “التجمع الوطني” (يمين متشدد) في فرنسا، اللذين يريدان انجاح تحالف لاثني عشر حزبا قوميا يركز على الهوية الوطنية، مع تباين مواقفها من عدة نقاط مثل الانضباط في مستوى الميزانية وتوزيع المهاجرين الموجودين في دول الاتحاد الاوروبي.

والهدف هو جعل كتلة “اوروبا الامم والحريات” التي تضم أصلا “الرابطة” و”التجمع الوطني” و”حزب الحرية” النمساوي وحزب “مصلحة الفلامنك” الهولندي، ثالث كتلة في البرلمان الاوروبي وهي مرتبة ينافس عليها أيضا “تحالف الديموقراطيين والليبراليين لاجل اوروبا” الذي يمكن أن يضم النواب الفرنسيين من تيار الرئيس ايمانويل ماكرون.

وكثف ماتيو سالفيني الذي يشغل منصبي نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية في ايطاليا، في الاسابيع الاخيرة من تجمعاته الانتخابية، داعيا بلا هوادة ناخبيه الى التجند للاقتراع.

وقال “ساعدونا على أن نصبح الحزب الاول في اوروبا لاستعادة مفاتيح بيتنا. الانتخابات الاوروبية هي استفتاء بين الحياة والموت وبين الماضي والمستقبل وبين اوروبا حرة ودولة اسلامية تقوم على الخوف” واصفا بشكل مسبق الممتنعين عن التصويت ب “المتواطئين مع ميركل وماكرون وسوروس”.

وفي الاتجاه ذاته قالت لوبن إن “اوروبا لا تكون قوية الا بأمم قوية”. وهي تدعو مثل سالفيني الى اقامة “اوروبا الامم والتعاون” بدلا من اتحاد اوروبي فدرالي.

-“تحقيقها مستحيل”-

لتقديم الدعم لهذه المبادرة، يتوقع تجمع آلاف من أنصار حزب الرابطة السبت أمام ساحة كاتدرائية دومو الشهيرة بميلانو التي سيخاطبهم من أمامها سالفيني ولوبن وأيضا غيرت فيلدرز رئيس حزب الحرية الهولندي، وذلك اعتبارا من الساعة 14,30 ت غ.

ومع توقعها أن يحصل سالفيني على نتيجة جيدة، تساءلت صحيفة “لا ريبوبليكا” الجمعة عما سيفعل بالمقاعد التي سيحصل عليها في البرلمان الاوروبي معتبرة فكرة اضفاء طابع “التناغم الدولي على مجموعة الاحزاب القومية السيادية”، فكرة “تحقيقها مستحيل”.

وأوضحت الصحيفة “ان أول من رفضوا فكرة سالفيني هذه هم اولئك الذين اعتبرهم مخاطبيه من اليمين النمساوي والبافاري والفنلندي”.

وبالفعل تبدو الخلافات كثيرة منها مثلا طبيعة العلاقات مع روسيا، إذ إن سالفيني ولوبن مقربان من موسكو في حين تملك الاحزاب القومية في الدول الشيوعية السابقة، حساسية حيال ذلك.

ويرى سفين جيغولد وهو احد شخصيتين على رأس لائحة دعاة حماية البيئة (الخضر) الالمان، أن التحالف بين ماتيو سالفيني وجورج مويتن القيادي في حزب البديل من أجل ألمانيا المشارك في تجمع ميلانو، امر “مستحيل”.

وأوضح جيغولد لوكالة الأنباء الإيطالية (أجي) أن “سالفيني يريد مثلا اعادة توزيع اللاجئين في اوروبا، وموتين لا يريد استقبال أي لاجىء. وعلاوة على ذلك يرفض موتين دفع اي أموال لدول جنوب أوروبا”.

– غائبان كبيران –

يقر سالفيني بوجود تباينات مع التقليل من أهميتها. وقال الجمعة مدافعا عن مرونة في مستوى الموازنة “أعتقد أن الارقام الجديدة للبرلمان الاوروبي والتوازنات الجديدة في المفوضية، ستتيح تغيير القواعد التي تخنق الاقتصاد”.

ويتوقع، بحسب آخر الاستطلاعات، ان يحصل حزب الرابطة على 26 مقعدا في البرلمان الاوروبي (زيادة بعشرين مقعدا) والتجمع الوطني الفرنسي على 20 مقعدا (زيادة خمسة نواب) وحزب البديل من أجل ألماني على 11 مقعدا (زيادة بعشرة مقاعد).

وهناك احزاب اخرى أصغر، بعضها ليس مؤكدا أن يحصل على مقاعد مثل حزب الإرادة (فوليا) البلغاري او حزب الإتحاد الوطني القومي للوطن الأم (رودينا) التشيكي الذي يتوقع حصوله على مقعد واحد، حاضرة في ميلانو.

وتشهد عاصمة مقاطعة لومباردي في اليوم ذاته تظاهرة لمناهضي الفاشية.

لكن سيكون هناك متغيبان بارزان.

أولهما رئيس الحكومة المجري فيكتور اوربان الذي كان وعد سالفيني ب “التعاون” بعد الانتخابات الاوروبية لكنه يرفض أي تحالف مع لوبن او مع “حزب الحق والعدالة” البولندي، وذلك رغم زيارة سالفيني لوارسو في كانون الثاني/يناير الماضي.

اما الوجه الثاني فهو النائب الاوروبي هارالد فيليمسكي رئيس لائحة حزب حرية النمسا للانتخابات الاوروبية. وألغى هذا الاخير قدومه الى ميلانو بسبب عاصفة سياسية في النمسا تتعلق باليمين المتطرف المشارك في الحكم. وسيحل محله النائب الاوروبي جورج ماير.

وكشفت وسائل اعلام المانية الجمعة عن كاميرا خفية وقع فيها زعيم حزب حرية النمسا هاينز كريستيان شتراخه وعد فيها قريبة مزيفة لثري روسي بصفقات في النمسا في مقابل دعم مالي لحملته الانتخابية في 2017.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى