تتعرض للمحاكمة في ايطاليا: اختفاء الربانة الالمانية التي أنقذت عشرات اللاجئين من الغرق في عرض البحر
اختفت كارولا راكيت، المرأة التي تحدت وزيرا إيطاليا، وأنقذت 53 شخصا ضلوا المسار في البحر قبالة ليبيا في أعقاب تلقيها تهديدات بالقتل.
وتواجه الربانة الألمانية التي تحدت السلطات الإيطالية، تحقيقا جنائيا لتحريضها – كما يُدعى – على الهجرة غير الشرعية.
وقالت راكيت إنها كانت تحاول تجنب حدوث ما قالت إنه مأساة إنسانية.
وتعيش كارولا راكيت، ربانة القارب (سي واتش 3)، البالغة 31 عاما، “في مكان آمن، وسري بعد تلقيها تهديدات بالقتل”.
وقال روبين نوغيباور، المتحدث باسم منظمة (سي واتش) غير الحكومية، لبي بي سي إن راكيت تلقت “تهديدات عدة عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية”.
وأضاف أنها “لا يزال لديها عمل تؤديه كربانة، من قبيل تسجيل الأسماء في الدفاتر، وكتابة بعض التقارير. كما أنها أيضا بحاجة إلى الراحة”.
ما الذي حدث؟
تحدت راكيت السبت السلطات الإيطالية، بكسر حظر استمر 16 يوما، وشاركت في إنقاذ 53 شخصا في ميناء لامبيدوزا، بعد أن عثرت عليهم يهيمون في البحر قبالة ساحل ليبيا.
واعتقلت راكيت، ثم وضعت قيد الإقامة الجبرية، لكن أفرج عنها فيما بعد قاض، رأى أنها غير مذنبة في تهمة المخاطرة بحياة الناس بعد أن ضرب قاربها قارب دورية شرطة عند رصيف الميناء.
ولكنها لا تزال تواجه تحقيقات جنائية، منها – إذا ثبتت التهمة – التحريض على الهجرة غير المشروعة.
وقد سمح للمهاجرين بالنزول من السفينة، ونقلوا إلى مركز استقبال، استعدادا لتسفيرهم إلى بلدان أوروزبية أخرى، تعهدت بأخذهم.
ووصف وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، الذي اتخذا موقفا متشددا من الهجرة، راكيت بأنها “قرصانة”، و”خارجة على القانون”، و”خطر على الأمن القومي”، وقال إنه يريد طردها من البلاد.
واعتذرت راكيت عن التصادم الذي حدث مع قارب الشرطة وهي تدخل الميناء، لكنها غير نادمة عن عصيانها للقواعد، قائلة إنها كانت ملزمة بأن تتفادى حدوث مأساة إنسانية، وأن تجلب المهاجرين إلى الشاطئ بعد قضائهم أكثر من أسبوعين في البحر.
ووصف سالفيني الحادثة التي وقعت السبت بأنها “عمل إجرامي، ومن أعمال الحرب”، ثم رد بغضب بعد ذلك على قرار المحكمة، قائلا: “ماذا كانت النتيجة؟ أن استرضاها القاضي بالتربيت على ظهرها، وربما احتسى معها كأسا من النبيذ”.
ويقول مؤيدو راكيت إنها بطلة إنسانية: “كارولا لم يكن أمامها خيار. لقد تخلت عنها سلطات كثير من البلدان بعد أن اتصلت بها”، بحسب ما قالته جورجينا لينداردي، زميلتها في (سي واتش).
لكن من هي هذه المرأة التي أضحت محورا لأحدث جدل في أوروبا؟
ولدت كارولا راكيت في بلدة بريتس الألمانية، ودرست في جامعة يادي، حيث حصلت على درجة جامعية في يوليو/تموز 2011، في العلوم البحرية.
وقالت جامعة يادي في بيان رسمي الاثنين: “كارولا راكيت تحملت المسؤولية عن سلامة ورفاهية وصحة الركاب الذين كانوا على ظهر السفينة”.
وقال رئيس الجامعة، البروفيسور مانفريد وايزينسي، لبي بي سي: “لا شك في أنها فعلت كل شيء كما يجب في ذلك الموقف. ويؤسفني بشدة انهيار القيم الأوروبية المتفق عليها”.
ويعتقد أن راكيت حصلت أيضا على درجة ماجستير في الإدارة في 2018 من جامعة إيدج هيل البريطانية، ولكن الجامعة رفضت تأكيد أو نفي ذلك.
وعملت راكيت، من نوفمبر/تشرين الثاني 2014 وحتى فبراير/شباط 2015 في شركة كروز فخمة تسمى سيلفرسي، ضابطة سلامة على متن السفينة سيلفر إكسبلورر.
ثم عملت فيما بعد في شركة بريتش أنتاركتيك البريطانية للمسح، فيما بين 2016-2017، كضابطة على متن بعض سفنها.
وبعد تركها تلك الشركة تعاونت راكيت مع منظمة غرين بيس غير الحكومية قبل أن تنتقل إلى سي واتش.
وأصبحت راكيت ربانة في سي واتش-3 في يونيو/حزيران 2019.
وقالت في فيديو بثته في الفترة الأخيرة على تويتر: “سارت حياتي بسهولة. أنا ألمانية بيضاء البشرة، ولدت في بلد غني، وأحمل جواز سفر جيدا. وعندما أدركت ذلك، شعرت بالتزام أخلاقي تجاه مساعدة من لم تتح لهم الفرص نفسها”.
وتعمل شركة سي واتش غير الحكومية في منطقة البحر المتوسط لتوفير الإغاثة الطارئة لمن يضلون في البحر. وتقول الشركة إن مهمتها متابعة من يواجهون موقفا صعبا ومنحهم الإمدادات الضرورية حتى يصلوا إلى الشاطئ.
وقدرت الأمم المتحدة في عام 2018 عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أسبانيا، وإيطاليا، وقبرص، ومالطا، واليونان، بحوالي 141،472 شخصا عبر البحر والبر، إضافة إلى 2277 شخصا يعتقد أنهم فقدوا حياتهم، أو مازالوا مفقودين.
وتقول سي واتش إنها منظمة تمولها التبرعات، وليس لها أي ارتباط سياسي أو ديني.