كتاب وآراء

ترامب يستغل الفراغ السياسي في بريطانيا لتوريط لندن في صراعات يمكن ان تتحول الى أزمات كبرى

ترامب يواجه “بريطانيا العظمى”

يستغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فراغ السلطة في بريطانيا فيعمل على توريط الأمبراطورية التي كانت عظمى ذات يوم في تصرفات يمكن أن تتحول ببساطة الى ازمات كبرى. وربما كانت حادثة احتجاز سفينة نفط ايرانية في مضيق جبل طارق دون وجود أي مسوغ قانوني دولي ودون وضع أي اعتبار لمصالح ومكانة بريطانيا هي الحلقة الأحداث والأخطر في مغامرات ترامب بالأمن القومي لبريطانيا والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وقد أظهر المسئولون البريطانيون بما عرف عنهم من حكمة ارتباكا شديدا في تبرير القرصنة على سفينة النفط الإيرانية، وهالهم ما يمكن ان يؤدي اليه تصرف أخرق مثل هذا وخصوصا وان ناقلات النفط البريطانية في الخليج هي دائما في متناول الحرس الثوري الايراني ويمكنه ان يقطرها بسهولة الى المرافىء الايرانية.

ولا تقل اعمال الفوضى المفتعلة في هونج كونج التي يختبأ فيها ترامب خلف بريطانيا العظمى حماقة عن اختطاف سفينة النفط الايرانية. ويعرف البريطانيون جيدا أن دولة بحجم ومكانة الصين لا يمكن الضغط عليها بافتعال الفوضى في جزء من اراضيها، وأن الصين يمكن أن ترد بسهولة باسقاط اتفاق “اقليم بنظامين” الذي وقعته مع بريطانيا في عام 1997 وعلى اساسه استعادت الصين سيادتها على هونج كونج، وحينها ستجد بريطانيا وليس امريكا نفسها في موقف شديد الاحراج وربما في ازمة دولية خطيرة مع الصين. ويتساءل البريطانيون فيما بينهم..ماذا سيفعل ترامب اذا قررت الصين الرد على اعمال الفوضى في هونج كونج بضم تايوان اذا كان لم يستطع فعل شيىء لايران وقد اسقطت طائرة امريكية يفوق ثمنها المئة مليون دولار؟

بدى الحنق البريطاني الرسمي واضحا من “بلطجة” ترامب في التسريب المقصود لرسائل، بعث بها السفير البريطاني الحالي في واشنطن السير كيم داروش، الى صحيفة The Mail on Sunday “بريد الأحد” والتي يصف فيها السفير، كما ذكرت الصحيفة يوم امس الأحد، ادارة ترامب بأنها “خرقاء” و “تفتقر للكفاءة” ويخوض اعضائها مع بعضهم “معارك بالسكاكين” داخل البيت الأبيض. ويخلص داروش في تقييمه لادارة ترامب إلى القول: ”لا نرى حقا أن هذه الإدارة ستصبح أكثر طبيعية وأقل اختلالا وأقل تقلبا وأقل تمزقا بالخلافات وأقل حماقة وانعداما للكفاءة من الناحية الدبلوماسية.“ ويضيف داروش محذرا حكومته: ”ربما نكون أيضا في بداية الانحدار وليس مجرد التقلب الشديد.. قد يطرأ أمر يؤدي إلى العار والسقوط“.

ويشكك داروش في رسائله الى حكومته في صحة رواية ترامب بأنه تراجع عن توجيه ضربة عسكرية لايران بسبب عدد الضحايا الذين يمكن ان يسقطوا ويخلص الى القول: ”الأرجح هو أنه (ترامب) لم يكن صادق العزم تماما وكان يشعر بالقلق من تأثر فرصه في 2020 بتراجعه فيما يبدو عن الوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية في 2016 .“

*تم تبني ترجمة رويترز في الاقتباسات النصية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى