السودان

الشرطة تطلق الغاز المسيّل للدموع لتفريق مسيرات “لتأبين شهداء” مجزرة العسكر المدعومين من الخارج في الخرطوم

متظاهرون سودانيون يشاركون في مسيرات لتابين ضحايا الثورة في الخرطوم في 18 تموز/يوليو 2019.

أطلقت قوات مكافحة الشغب السودانية الغاز المسيل للدموع الخميس لتفريق متظاهرين توجهوا نحو ميدان رئيسي في الخرطوم “لتأبين شهداء” الثورة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص منذ اندلاعها في كانون الاول/ديسمبر الفائت ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير، وفقا لعدد من الشهود.

وخرج المئات في مسيرات غداة توقيع قادة الجيش وحركة الاحتجاج بالأحرف الأولى اتفاق تشكيل مجلس عسكري مدني مشترك لتأسيس إدارة مدنية، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.

وقال شهود إنّ مئات الرجال والنساء رددوا هتافات ثورية ولوّحوا بأعلام السودان في طريقهم للساحة الخضراء، وهو ميدان رئيسي في الخرطوم، تلبية لدعوة “تجمع المهنيين السودانيين” إحدى قوى الاحتجاج الرئيسية.

وأوضح شاهد أن المشاركين رفعوا صور بعض ضحايا الاحتجاجات.

وقال الشهود إنّ المشاركين هتفوا “مدنية مدنية” و”حرية وسلام وعدالة” في طريقهم للساحة.

وأفاد شاهد في محطة جاكسون للحافلات في وسط الخرطوم وكالة فرانس برس أنّ قوات مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع لمنع عشرات المتظاهرين من التوجه للساحة الخضراء.

وأوضح أنّ “المتظاهرين الذين تفرقوا في الشوارع الجانبية يحاولون تنظيم صفوفهم ومواصلة المسيرة. هناك حالة من الكر والفر بين المتظاهرين والشرطة”.

ا ف ب / هيثم التابعينائب رئيس المجلس العسكري السوداني الحاكم محمد حمدان دقلو (وسط) مع بعض اعضاء المجلس العسكري قبل توقيع اتفاق تقاسم السلطة في الخرطوم في 17 تموز/يوليو 2019.

ودعا تجمع المهنيين في بيان مساء الاربعاء أنصاره للخروج في مسيرات تهدف “لتأبين لشهداء ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة الكرام”.

وقاد التجمع التظاهرات الأولى التي اندلعت في كانون الأول/ديسمبر الفائت ضد حكومة البشير احتجاجا على قرار الحكومة السودانية رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.

لكنّ التظاهرات سرعان ما تحولت إلى حركة احتجاج واسعة عمت أرجاء البلاد ضد البشير الذي حكم البلاد لثلاثين عاما قبل أن يطيحه الجيش في 11 نيسان/ابريل.

واستمرت الاحتجاجات في الشارع لمطالبة المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد إطاحة البشير بتسليم السلطة للمدنيين.

وتصاعد التوتر بعد ان فرّق مسلحون في ملابس عسكرية اعتصاما لآلاف المحتجين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم في 3 حزيران/يونيو ما أدى الى مقتل العشرات وإصابة المئات.

ويتهم المحتجون ومنظمات حقوقية قوات الدعم السريع، التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو، بالهجوم على اعتصام المحتجين. لكن الجيش ينفي أنه أمر بفض الاعتصام.

والاربعاء، وقّع قادة الجيش والاحتجاج اتفاقا يمهد الطريق لتشكيل إدارة مدنية انتقالية تستمر نحو 39 شهرا.

ومن المقرر أن يستأنف الطرفان المباحثات مجددا الجمعة حول بعض المسائل الخلافية التي لم يتم التوافق عليها بعد.

بدورها، رحبت دول الترويكا النروج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بتوصل “المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير لاتفاق بشأن إعلان سياسي يحدد الهيكل والمسؤوليات على نطاق واسع للحكومة الانتقالية”.

وقالت الترويكا التي سبق وتوسطت سابقا في نزاعات في السودان “نشجع الطرفين على إبرام الاتفاق الدستوري الموازي بسرعة وتشكيل الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون ويطالب بها الشعب السوداني بشجاعة وسلمية منذ ديسمبر 2018”.

وذكرت الترويكا أنّها “تتطلع إلى العمل مع حكومة انتقالية يقودها مدنيون تعمل على تحقيق تطلعات الشعب السوداني إلى الحكم المستجيب للشعب والسلام والعدالة والتنمية”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى