الصين

بكين تريد جيشا متطورا وتتهم واشنطن بـ “تقويض” الإستقرار

جنود صينيون يصفقون خلال عرض عسكري في ذكرى تأسيس الجيش الأشتراكي الصيني في 1927، والذي بات اليوم جيش التحرير الشعبي في قاعدة زهوريه في مونغوليا الداحلية في 2017

عرضت الصين الاربعاء في وثيقة طموحاتها لبناء جيش حديث ومتطور تقنيا واتهمت في الوقت نفسه الولايات المتحدة بتقويض الإستقرار العالمي، فيما تشتد المنافسة بين بكين وواشنطن حول عدد كبير من الجبهات.

ويعطي نشر هذا الكتاب الأبيض للدفاع الصيني لمحة نادرة عن توجهات جيش التحرير الشعبي — الأكبر في العالم بعديده البالغ مليوني جندي — وعن اهداف بكين.

وأوضحت الوثيقة أن “التنافس الاستراتيجي العالمي يزداد”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة عدلت استراتيجياتها الأمنية والدفاعية واتخذت “تدابير أحادية الجانب”.

وأكدت أن واشنطن “أثارت التنافس بين الدول الكبرى وكثفته، وزادت كثيرا من نفقاتها الدفاعية، وطالبت بقدرات إضافية في المجالات النووية والفضائية والدفاع الإلكتروني والدفاع المضاد للصواريخ، وقوضت الاستقرار الاستراتيجي العالمي”.

ويأتي نشر هذا الكتاب الأبيض في وقت تشهد العلاقات بين بكين وواشنطن توترا. ويخوض البلدان حربا تجارية منذ 2018 وهما على خلاف حول بحر الصين الجنوبي.

وتدعم الصين مطالبها الواسعة بالسيادة من خلال نشر أسلحة على جزر صغيرة تسيطر عليها. وترى الولايات المتحدة أن هذه الأعمال تهدد الأمن في المنطقة.

ويطمح جيش التحرير الشعبي الى تعزيز ترسانته التكنولوجية المتقدمة، مشيرا مع ذلك الى انه “لا يزال متخلفا عن الجيوش الرئيسية في العالم”.

واعتبر لايل موريس المحلل في مؤسسة راند في الولايات المتحدة، أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة تدفع بكين إلى مضاعفة جهودها لتطوير ابتكاراتها التكنولوجية الخاصة التي يمكن أن تفيد جيش التحرير الشعبي.

وأضاف موريس أن الجيش الصيني ما زال متأخرا بالمقارنة مع الولايات المتحدة “لكنه يعوض سريعا عن هذا التأخر”.

وكشف الكتاب الأبيض الصيني أن النزاعات تتطور نحو “حرب ذكية”، مشيرا إلى الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي أو المعلومات أو المعلوماتية السحابية أيضا.

– “يجب أن تتوحد” –

تمتلك الصين ثاني أكبر ميزانية عسكرية في العالم (+7،5٪ في 2019)، وإن كانت تبعد أشواطا عن ميزانية الولايات المتحدة. وهي تشدد على الطبيعة السلمية لجيشها الذي يعد “قوة لا تتزعزع من أجل السلام في العالم”.

ويعد الكتاب الابيض للدفاع من جهة أخرى بـ “قمع” الميول الانفصالية في التيبت (غرب)، وكذلك في شينجيانغ (شمال غرب)، وهي منطقة شاسعة تعاني من اعتداءات متكررة، تنسبها بكين إلى عناصر من مجموعة الأويغور الاتنية ذات الأغلبية المسلمة.

ويبدي الكتاب مزيدا من الحزم حيال مسألة تايوان، التي تعد الولايات المتحدة ابرز داعميها. ويناهز عدد سكان هذه الجزيرة 23 مليون نسمة، ويحكمها نظام منافس لبكين، لكن الصين تعتبرها واحدة من مقاطعاتها. وجاء في الكتاب الأبيض “يجب أن تتوحد الصين وستتوحد”.

ولم تتأخر تايوان في الرد، واحتجت على “العدد الكبير من الملاحظات السخيفة” في الكتاب الأبيض الصيني. ورد مجلس الشؤون القارية المسؤول عن العلاقات مع بكين، هذه “ذريعة للتوسع العسكري”.

وكانت الصين طالبت مطلع الشهر الجاري الولايات المتحدة بأن “تلغي فورا” صفقة أسلحة محتملة لتايوان بقيمة 2,2 مليار دولار تشمل خصوصا دبابات أبرامز وصواريخ ستينغر ما يفاقم التوتر في العلاقات بين البلدين.

وقدمت الصين شكاوى رسمية من خلال القنوات الدبلوماسية وعبرت عن “الاستياء الشديد والمعارضة الحازمة” للقرار، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ خلال مؤتمر صحافي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى