سيمينيا تغيب عن مونديال الدوحة بعد اعادة العمل بالقواعد الجديدة
لن تتمكن الجنوب إفريقية كاستر سيمينيا من الدفاع عن لقب سباق 800 م في بطولة العالم لألعاب القوى المقررة في الدوحة خلال شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر، وذلك بعد أن ألغى قاض سويسري قرارا بالتعليق الموقت للقواعد الجديدة المفروضة من قبل الاتحاد الدولي للعبة.
ونقل عن سيمينيا قولها عبر ممثليها “أشعر بخيبة أمل كبيرة لحرماني من الدفاع عن اللقب الذي كسبته بجهدي. لكن هذا لن يردعني عن مواصلة كفاحي من أجل الحقوق الإنسانية لجميع الرياضيات النسوة المعنيات”.
وقال ممثلو سيمينيا في بيان أن “قاضيا واحدا في المحكمة الفدرالية السويسرية العليا نقض الأحكام السابقة التي كانت قد علقت موقتا قواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى في انتظار نتائج الاستئناف المقدم من قبل كاستر ضد حكم محكمة التحكيم الرياضي +كاس+” التي أيدت القرارات الصادرة عن الاتحاد الدولي للعبة.
وفي اتصال أجرته وكالة فرانس برس، اكتفى الاتحاد الدولي بالقول تعليقا على القرار الصادر الثلاثاء “الاتحاد الدولي لألعاب القوى سيعلق على قرار المحكمة الفدرالية السويسرية عندما تعلن المحكمة قرارها المبرر، وهذا ما يجب أن يتم غدا (الأربعاء)”.
ونجحت سيمينيا في 3 حزيران/يونيو الماضي بالحصول من المحكمة العليا في سويسرا على حكم بتعليق موقت لقواعد الاتحاد الدولي التي تلزم بعض العداءات اللواتي يتمتعن بمستويات مرتفعة من التستوستيرون، بخفضها اذا ما أردن مواصلة خوض المنافسات.
واعتبرت محامية سيمينيا، دوروثي شرام، الثلاثاء أن القاضي اتخذ “قرارا إجرائيا” لا يؤثر على الاستئناف نفسه المقدم من قبل موكلتها ضد قواعد الاتحاد الدولي للعبة، مؤكدة “سنستمر في الاستئناف المقدم من قبل كاستر وسنقاتل من أجل حقوقها الإنسانية الأساسية. لا يحسم السباق سوى عند خط النهاية”.
ولجأت سيمينيا، ابنة الـ28 عاما، الى القضاء السويسري بعد رفض محكمة التحكيم الرياضي (“كاس”) مطلع ايار/مايو الماضي القضية التي رفعتها لبطلان القواعد الجديدة المثيرة للجدل.
ويقول الاتحاد الدولي إن القواعد التي كان من المقرر بدء العمل بها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكن تم تأجيلها لخمسة أشهر، تهدف الى ضمان المساواة بين العداءات على المضمار لمسافات بين 400 م وسباق الميل.
وأكد الاتحاد الدولي في تصريحات سابقة، أن القواعد تطال العداءات بشكل عام ولا تستهدف سيمينيا، موضحا أن تمتع أي عداءة “بمستويات ذكورية من التستوستيرون، يؤدي الى زيادة في حجم العظم والعضلات والقوة، مماثلة لتلك التي يختبرها الذكور في مرحلة البلوغ، وهذا ما يمنح الذكور أفضلية في الأداء مقارنة بالإناث (…)، لذلك، ومن أجل الحفاظ على منافسة عادلة لدى الإناث، من الضروري الطلب من العداءات اللواتي يتمتعن بنمو جنسي مختلف، بخفض مستويات التستوستيرون قبل المنافسة على المستوى الدولي”.
وتعد حاملة الذهبية الأولمبية مرتين في سباق 800 م (2012 و2016)، وبطلة العالم ثلاث مرات (2009، 2011، 2017)، من الرياضيات الأكثر تأثرا بهذه القواعد الجديدة. وعلى الرياضيات مثل سيمينيا، اللواتي لديهن نسبة عالية من انتاج التستوستيرون، العمل على خفض مستوياته لمواصلة المشاركة في المنافسات، وهذا ما تراه العداءة الجنوب إفريقية انتهاكا لقواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى والشرعة الأولمبية.
ويرى متخصصون أن القواعد تفرض ثلاثة تحديات أساسية تشمل صعوبة تطبيق نظام محايد بتحديد سقف مستويات التستوستيرون، وصعوبة إثبات أن العداءات اللواتي يتمتعن بمستويات مرتفعة يحظين بأفضلية في سباقات المسافات المتوسطة، والآثار الجانبية المحتملة للعلاج بالهورمونات.