مجازر العسكر في السودان: مقتل أربعة متظاهرين سودانيين بالرصاص وتنديد في الشارع بسقوط ضحايا في الابيض
قتل أربعة متظاهرين سودانيين الخميس بالرصاص خلال مسيرة في أم درمان قرب الخرطوم، مع مشاركة الآلاف في تظاهرات في ارجاء البلاد تنديدا بمقتل ستة متظاهرين بينهم أربعة طلاب الاثنين في الأُبيّض في وسط البلاد.
في موازاة ذلك، بدأ المجلس العسكري الحاكم وقادة الاحتجاج جلسة تفاوض مساء الخميس لحل مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية.
وأكّد المفاوض في حركة الاحتجاج ساطع الحاج في اتصال مع وكالة فرانس برس “بدأنا للتو جلسة المفاوضات” مع المجلس العسكري في فندق كورنثيا على النيل.
ووقع قادة الجيش وقادة تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات في 17 تموز/يوليو بالأحرف الأولى “إعلانا سياسيا” لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهرا، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.
وتتناول مباحثات الخميس “الحصانة المطلقة” التي يطالب بها جنرالات الجيش و”صلاحيات مجلس السيادة” المشترك و”مظاهر الانتشار العسكري” في مختلف مدن البلاد.
وقتل الاثنين ستة أشخاص بينهم أربعة طلاب مدارس ثانوية وأصيب أكثر من 60 بالرصاص أثناء تظاهرة رفضا لتزايد شح الخبز والوقود في الأُبيّض كبرى مدن ولاية شمال كردفان (350 كلم جنوب غرب الخرطوم).
ودعا تجمع المهنيين الذي أطلق الاحتجاجات، أنصاره الى تظاهرات حاشدة في ارجاء البلاد الخميس تحت شعار “القصاص العادل” لضحايا الأُبيض.
وخلال مسيرة نظمت استجابة لهذه الدعوة في ام درمان قرب الخرطوم، قتل أربعة متظاهرين سودانيين بالرصاص، وفق ما أفادت لجنة الأطباء المقربة من حركة الاحتجاج.
وقالت اللجنة في بيان على صفحتها على فيسبوك “ارتقت أرواح 4 شهداء قبل قليل بمدينة أم درمان بعد إطلاق رصاص حي على الثوار، كما توجد العديد من الإصابات”.
وكان الفريق جمال عمر رئيس لجنة الامن والدفاع بالمجلس العسكري الانتقالي اتهم في مؤتمر صحافي مساء الاربعاء عناصر في قوات الدعم السريع في الابيض بقتل المتظاهرين الطلاب.
وقوات الدعم السريع واسعة الانتشار والنفوذ ويخشاها الناس على نطاق واسع في السودان، وقد اتهمها المحتجون مرارا بارتكاب انتهاكات.
وأكّد عمر أنّ “مسيرة للطلاب اثناء سيرها في سوق المدينة تم اعتراضها بالعصي والهراوات من قبل قوة تأمين البنك السوداني الفرنسي التابعة لقوات الدعم السريع وحجمها سبعة افراد بالإضافة لعربة مسلحة”.
وتابع مرتديا زيه العسكريّ “هذا التصرف أدى إلى رد فعل بقيام بعض الطلاب برشق القوات بالحجارة ما دفع بعض افراد هذه القوة الى تصرف فردي باطلاق أعيرة نارية على المتظاهرين”.
وأوضح أنه “تم التعرف على مرتكبي هذه الحادثة التي أدت للخسائر المؤسفة التالية: الشهداء عدد خمسة إضافة إلى شهيد آخر توفي اليوم متأثرا بجروحه”.
– “يسقط المجلس العسكري” –
والخميس، شارك محتجون في عدة تظاهرات في حيي بحري وبري في الخرطوم وفي أم درمان المدينة التوأم للعاصمة.
وحمل العديد منهم أعلام السودان وصورا للضحايا وسط هتافات “الدم بالدم لا نقبل الديّة” و”وين (أين) لجنة التحقيق”.
كما خرجت تظاهرات في الأُبيض حيث سقط الضحايا، وفي مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر وفي ولاية النيل الأزرق (شمال) وفي مدينة مدني في وسط البلاد، على ما أفاد شهود.
وتجمع المئات في الساحة الشعبية في حي الديم في الخرطوم مرددين هتافات ثورية، فيما كتب على جدار الساحة “يسقط المجلس العسكري”.
وأوضحت الأربعينية منى مصطفى أنّها شعرت “بالظلم والقهر” حين علمت بمقتل الطلاب في الأُبيّض.
وقالت الأم التي كانت ترتدي الزي السوداني التقليدي وتمسك بعلم بلادها “هذه المسيرة لاثبات أن الشعب حيّ وصامد ولا يخاف الرصاص”.
وقال الطالب محمد عثمان البالغ 18 عاما “سنواصل الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة بأسرع وقت”.
وأثار مقتل الطلاب في الأُبيض تنديدا دوليا، مع مطالبة اليونيسف بفتح تحقيق في المسألة.
ومساء الثلاثاء، قررت السلطات إغلاق جميع مدارس البلاد حتى إشعار آخر، فيما فرضت حظر تجول ليليا في الابيض وثلاث مدن أخرى في ولاية شمال كردفان.
لم تشهد الأُبيض، المدينة الواقعة على بعد 350 كلم جنوب غرب الخرطوم، تظاهرات كبيرة ضد الرئيس السابق عمر البشير خلال حركة الاحتجاجات التي انتهت بإطاحته في 11 نيسان/ابريل.
وأكدت لجنة الأطباء المركزية أن أكثر 250 شخصاً قتلوا في أعمال عنف مرتبطة بالتظاهرات منذ انطلاقتها في كانون الأول/ديسمبر ضد البشير، من بينهم 127 شخصاً قتلوا في الثالث من حزيران/يونيو خلال فض اعتصام المحتجين في الخرطوم.
لكنّ محققين سودانيين من النيابة العامة والمجلس العسكري الحاكم أعلنوا السبت مقتل 87 شخصا بين يومي 3 و10 حزيران/يونيو بينهم 17 شخصا في ساحة الاعتصام يوم فضه.