إعلام

الغارات على الحشد الشعبي بالعراق.. هل إسرائيل هي المسؤولة؟

تقول صحيفة وول ستريت جورنال يبدو أن إسرائيل هي التي نفذت الغارتين على موقعي جماعة بدر العراقية الشهر الماضي، وإذا صح ذلك تكون هذه الغارات الإسرائيلية هي الأولى على العراق منذ الغارة على المفاعل النووي في 1981.

وأوضحت الصحيفة أنه لا توجد أي دولة أو جهة ما حتى اليوم أعلنت مسؤوليتها عن الغارتين اللتين حدثتا يومي 19 و22 يوليو/تموز المنصرم؛ الأولى على معسكر الشهداء بمنطقة آمرلي التابع للواء 16 حشد شعبي بمحافظة صلاح الدين، والأخرى على معسكر أشرف بمحافظة ديالى.

وورد بالصحيفة في مقال كتبه جوناثان سباير مدير، مركز الشرق الأوسط للأخبار والتحليل والباحث في معهد القدس للإستراتيجية والأمن؛ أن المسؤولين الإسرائيليين ظلوا صامتين إزاء الأنباء التي قالت إن إسرائيل هي التي نفذت الغارتين، مؤكدا أن إسرائيل هي الوحيدة التي يمكن أن تنفذهما، والجهات الأخرى المحتملة بمستوى أقل من إسرائيل هي داعش والولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة.

ترجيح إسرائيل
وقال سباير إن داعش تفتقر للقدرة على شن غارات جوية، أما الولايات المتحدة فهي منهمكة في ذلك الوقت في محادثات دبلوماسية مهمة للغاية لإجبار إيران على التخلي عن البرنامج النووي، وتخفيف التوتر الذي ربما يفضي إلى صراع مفتوح مع طهران؛ وهو ما لا تريده واشنطن وحلفاؤها، ونفت القيادة الوسطى الأميركية بالفعل أن يكون لقواتها أي دور في الهجوم الجوي على العراق، لكنها قالت إنها على علم به.

وأضاف سباير أن هذه الغارات ليست أول غارات إسرائيلية على جماعة بدر العراقية؛ إذ أغارت عليها في يونيو/حزيران 2018 بالقرب من البوكمال السورية قرب الحدود العراقية.

وعلق جوناثان بأن قصف إسرائيل قوات إيرانية أو موالية لإيران داخل العراق -مهما كانت تبعيتها- أمر يختلف تماما عن قصفها داخل سوريا، لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية زعمت انها أصبحت قلقة للغاية خلال الأشهر الأخيرة بعد حصولها على ما ادعت انه أدلة متزايدة بأن إيران تنقل اسلحة إلى حزب الله اللبناني.

تجربة إيران بسوريا
ومضى سباير يقول إن الحشد الشعبي في العراق يمكن أن تستخدمه إيران إلى أسنانها للضغط على إسرائيل، مع تقديمها للعالم بأنها مستقلة، الأمر الذي يمنح طهران فرصة للإنكار المعقول، مضيفا أن إسرائيل على علم بهذه الإستراتيجية التي تستخدمها إيران مع حزب الله أيضا، وأنها مصممة على عدم تكرار إيران لها في العراق.

ونسب الكاتب إلى متحدثين باسم إسرائيل قولهم علنا إن استخدام إيران المتزايد للحشد الشعبي العراقي لتخزين الأسلحة ونشرها ونقلها دليل على نجاح الحرب الجوية على البنية التحتية الإيرانية في سوريا.

وختم الكاتب مقاله بتوقعه أن يتعقد الأمر في المنطقة أكثر بعد القرار العراقي باستيعاب قوات الحشد الشعبي في الجيش العراقي الرسمي، الذي تم بحجة أن تنصاع هذه القوات لقرار الدولة العراقية، وألا تعمل كجيش موازٍ للجيش العراقي، قائلا إن هذه القوات ستستمر في عملها لصالح إيران؛ الأمر الذي سيجر العراق كدولة إلى صراع ماثل مع إسرائيل. 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى