فلسطين المحتلة

المزارع السمكية وسيلة فلسطينية لمواجهة الحصار البحري على قطاع غزة

في ظل الحصار البحري الاسرائیلي المفروض على قطاع غزة الذي تجاوز 13 عاما أصبح الاستزراع السمكي وانشاء المزارع السمكیة الوسیلة المتاحة لتوفیر فرص عمل لعشرات الصیادین الفلسطینیین. فرغم موقع قطاع غزة على ساحل البحر المتوسط على مسافة 45 كیلومترا تقریبا الا ان الصیادین لا یمكنھم الصید بسبب ملاحقتھم في عرض البحر من قبل البحریة الإسرائیلیة ومنعھم من ممارسة مھنتھم سوى لأمیال محدودة وھو ما أدى الى الاھتمام بالمزارع السمكیة كأحد الحلول في ظل الحصار. وتحدد إسرائیل مساحة الصید للصیادین تمتد من 6 أمیال الى 12 میلا بحریا وسط عملیات اعتقال للعشرات منھم ومصادرة مراكبھم وإطلاق الرصاص الحي من قبل الزوارق الإسرائیلیة الامر الذي یجبرھم على ان یكونوا قریبین من شواطئ غزة دون المغامرة الى عمق البحر لصید أنواع وكمیات مختلفة من الأسماك. وامام ھذه الانتھاكات الإسرائیلیة المستمرة بحق الصیادین قال مسؤول قسم الثروة السمكیة بوزارة الزراعة الفلسطینیة علاء الفرا في تصریح لوكالة الانباء الكویتیة (كونا) إن تجربة الاستزراع السمكي بدأ العمل بھا فعلیا منذ قدوم السلطة الوطنیة الفلسطینیة إلى قطاع غزة عام 1995 ولكن قیود الاحتلال الإسرائیلي حالت دون الاستمرار فیھا. وأضاف الفرا أنھ بعد الحصار الإسرائیلي على القطاع في صیف 2006 بدأ التفكیر جدیا بالعمل على توفیر حل بدیل لنقص الأسماك من السوق المحلي عبر إنشاء مزارع سمكیة مشیرا الى وجود مزرعتین شمال القطاع وجنوبھ حیث یتم إنتاج نوعین من السمك وھما (الدنیس) و(البلطي الأحمر). وأوضح أن عملیة الاستزراع تتم في برك مائیة بالقرب من شاطئ البحر وضخ میاه البحر إلیھا لتوفیر بیئة مناخیة مناسبة للمساھمة في حل مشكلة نقص الأسماك في قطاع غزة نتیجة السیاسات الإسرائیلیة وانتھاكاتھا بحق الصیادین الفلسطینیین. وشدد على أھمیة الاستقرار السیاسي للعمل على مشروع الاستزراع السمكي داخل البحر وخارجھ وھو لا یتوفر بقطاع غزة بسبب تحكم الاحتلال الإسرائیلي في مساحة البحر المتاحة للصید وإحكام قبضتھ علیھ ویحول ذلك دون انشاء مشاریع الاستزراع السمكي من قبل المستثمرین. وحذر من وجود نقص لدى الفرد الفلسطیني في استھلاكھ للسمك اذ بلغت نسبة ھذا الاستھلاك من تناولھ للأسماك 5ر3 كیلوغرام سنویا فیما النسبة عالمیا تجاوزت 12 كیلوغراما للفرد سنویا. وطالب بدعم وتعزیز صمود الصیاد الفلسطیني في ظل ما یتعرض لھ من انتھاكات وإجراءات وقیود من قبل الاحتلال الإسرائیلي التي أدت الى تدني مساھمة الثروة السمكیة في الاقتصاد الفلسطیني الى نسبة ضئیلة جدا بلغت أقل من ثلاثة بالمئة من الناتج المحلي. من جھتھ قال المدیر الإداري للمزرعة السمكیة (فش فرش) علاء البشیتي في تصریح مماثل ل(كونا) ان سبب انشاء المزرعة ھو حاجة السوق المحلي للسمك بعد النقص الموجود فیھ نتیجة الحصار البحري على القطاع ومنع الاحتلال للصیادین من ممارسة عملھم بحریة. وأضاف البشیتي ان تحكم الاحتلال في مساحة الصید وانتھاكاتھ المستمرة بحق الصیادین أدت الى نقص انواع الاسماك في السوق بسبب المسافة التي یتم تحدیدھا للصید من قبل إسرائیل والتي لا یتوفر فیھا أنواع وكمیات الأسماك الكافیة. وأوضح ان بدایة الأمر كان یتم استیراد بیضة السمك من إسرائیل ویتم تربیتھا بغزة لكن الان یتم تفریخ السمك محلیا عبر وضعھا بأقفاص داخل المزرعة. وأشار الى أن المزرعة تحتوي على 25 حوضا موضحا أن دورة حیاة السمك تبلغ سنة كاملة وبعد ذلك یتم بیع السمك وطرحھ بالسوق موضحا أنھا تنتج حوالي ملیوني سمكة سنویا ویتم تصدیر فائض السوق الى أسواق الضفة الغربیة الى جانب توفیر فرصة عمل لأكثر من 50 عاملا فلسطینیا. من جھتھ قال مدیر جمعیة التوفیق التعاونیة لصیادي الأسماك ھشام بكر في تصریح ل(كونا) ان الصید ھو ثاني أكبر قطاع اقتصادي ویمثل عصب الاقتصاد الفلسطیني بعد مھنة الزراعة لكن الاجراءات الاسرائیلیة المتواصلة ضد الصیادین جعلتھ یتراجع وینخفض إنتاجھ. وكشف بكر عن أن عدد الصیادین الفلسطینیین تجاوز أربعة آلاف صیاد ویعیلون أكثر من 50 ألف نسمة كما أصبحت حیاتھم “مأساویة” في ظل الانتھاكات المستمرة بحق أرزاقھم مضیفا انھم باتوا مھددین بفقدان عملھم في البحر. وذكر أنھ في بعض الأوقات یتم السماح للصیادین بالدخول إلى البحر وفور وصولھم الى المنطقة المسموح بھا یتم رشھم “بالمیاه العادمة” وإطلاق النار ووضع العراقیل أمامھم ومن ثم إجبارھم على مغادرة البحر. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط على إسرائیل لوقف انتھاكاتھا بحق الصیادین والسماح لھم بالعمل بحریة داخل البحر دون قیود أو شروط وتعزیز صمود الصیاد الفلسطیني. ودعا المؤسسات الحقوقیة والانسانیة الى “انتزاع ھذا الحق” من إسرائیل باعتباره حقا كفلتھ القوانین والشرائع الدولیة مناشدا ھذه المؤسسات العمل على كونا : المزارع السمكیة وسیلة فلسطینیة لمواجھة الحصار البحري على قطاع غزة – الزراعة والثروة الحیوانیة فضح جرائم الاحتلال الإسرائیلیة الانسانیة والأخلاقیة في المحافل الدولیة. وتشیر أحدث الدراسات التي أعدتھا وزارة الزراعة الفلسطینیة في قطاع غزة الى أن الدخل الشھري لحوالي 70 بالمئة من الصیادین یبلغ 150 دولارا وأن معظمھم باتوا یعیشون تحت خط الفقر بسبب تحكم إسرائیل بمساحة الصید واجراءاتھا ضد الصیادین.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى