كتاب وآراء

اليمن تعيد صياغة معادلات المنطقة !!.

ناجي صفا*

اليمن تعيد صياغة معادلات المنطقة !!.
” من يضحك اخيرا ، يضحك طويلا” هي مقولة فرنسية لعلها الاكثر انطباقا على الواقع اليمني وتداعياته .
نظر بن سلمان الذي لم يقرأ التاريخ بسبب انه لم يدخل مدرسة او جامعة وانما خضع لتعليم منزلي لم يطلعه على تاريخ اليمن على ما يبدو . كما لم يطلعه على وصية جده عبد العزيز الذي حذر السعوديين من التورط في اليمن، والا لما كان تورط . نظر الى اليمن نظرة استخفاف وتعال. إعتبرا انه قادر على حسم المعركة بعدة اسابيع . كيف لا وهو يمتلك احدث الطائرات الأميركية المقاتلة والصواريخ والمدرعات والدعم اللوجستي والسياسي الإقليمي والدولي .
ها هي السنة الخامسة للحرب على اليمن تكاد تكتمل واوراق بن سلمان تتساقط كأوراق الخريف . فهو ليس عاجزا عن الحسم العسكري فحسب. وانما عن رد الصواريخ اليمنية التي تترى على قواعد ومطارات السعودية المحمية باحدث الصواريخ الاميركية ومنظوماتها الدفاعية .
ربما شكل صاروخ الدمام الذي قطع مسافة 1300 كلم متجاوزا القواعد الأميركية ومنظوماتها الدفاعية ، ومتجاوزا بالمسافة مجموعة دول كالإمارات وقطر والبحرين الرسالة الابلغ لبن سلمان وحلفائه الإقليميين والدوليين بانه انتهى الدرس ايها الغبي. بحسب المسرحية المصرية الشهيرة .
لم يكن الصاروخ اليمني على الدمام مجرد فعل عسكري تتحدد قيمته بمستوى الرأس المتفجر الذي يحمله. بل بالرسائل المتفجرة التي يحملها للسعودية ولكافة الإتجاهات الإقليمية والدولية. ومفادها ان المعادلة انقلبت. وان الدولة الفقيرة التي نظر اليها بن سلمان والعالم على انها دولة ضعيفة وفقيرة قلبت المعادلات. وأرست موازين قوى في صراع الإرادات في المنطقة ككل. سيكون لها ما بعدها. سواء على مستوى تحديد مستقبل المنطقة. أو مسارات الصراع فيها. وصولا للقضية المركزية فلسطين . ومفادها ايضا ان البحر الاحمر ومضيق باب المندب لن يكونا بعد الآن بحيرة أميركية – إسرائيلية – سعودية .
الآن يجوب بن سلمان العالم. لاسيما الغربي والاميركي طالبا المساعدة في استنقاذ السعودية للخروج من مازق الحرب اليمنية بحفظ ماء الوجه. بعد ان شارفت بيارق النصر اليمني والهزيمة السعودية ان ترفرف في اجواء المنطقة. راسمة المعادلات الجديدة التي تخرج السعودية من ريادة الدور العربي كما توهم بن سلمان. وكما راهن الأميركي والصهيوني لإستكمال ترتيب اوضاع المنطقة وتمرير صفقة القرن.
اليمن دولة صاعدة . قبلت التحدي رغم الفقر والجوع واتساع مساحة المؤامرة ضدها . استلهمت التجربة الإيرانية في الصمود واستفزاز العقول لكي تنتج ما يحول دون سقوطها ويعزز صمودها . ليس هذا فحسب وانما لتطوير قدراتها الذاتية بما يؤهلها تحقيق النصر الذي اصبح على الابواب .
بعد صاروخ الدمام اصبح هناك كلام آخر، ومعادلات اخرى، ومنطقة اخرى، تغيرت فيها الموازين، واصبح محور المقاومة يستطيع الإدعاء والفخر بانه فعلا قلب المعادلات .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى