بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، فإنّ الحصول على وزن صحي والحفاظ عليه أمر ضروري.
إن الحفاظ على وزن ملائمٍ يساعد على التحكم في مستويات السكر بالدم، والحد من خطر حدوث مضاعفات إضافية على غرار السكتة الدماغية أو الأزمة القلبية.
وينبغي على المصابين بالسكري -الذين يريدون إنقاص وزنهم بطريقة آمنة- أن يتجنّبوا الحميات التي تعطيهم نتائج سريعة أو تؤدي لحرمانهم من الطعام في سعيهم للحصول على نتائج مرضية، حيثُ يمكن أن يسبب ذلك مشاكل بمستويات السكر في الدم.
ويجب أن يراعي المرضى عدّة عوامل على غرار العمر والصحة العامة وعدد الكيلوغرامات التي يتحتّم عليهم أن يخسروها. لذلك، يعتبر التّحدث إلى أخصائي الرعاية الصحية أنسب خطوة قبل البدء في أي برنامج جديد لإنقاص الوزن.
يجب أن تراعي عدّة عوامل على غرار العمر والصحة العامة وعدد الكيلوغرامات التي يتحتّم إنقاصها (مواقع التواصل) |
وأوضح موقع “غلوبال فيلاج سبايس” الأميركي أنّ أفضل نظام غذائي لإنقاص الوزن لشخص مصاب بالسكري هو النظام الغذائي الذي ينبغي أن يلتزم به على المدى الطويل. وتتضمن الحميات التالية تغييرات صحية طويلة الأمد للمساعدة على إنقاص الوزن بشكل سليم:
حمية البحر المتوسط
يتضمن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط خيارات غذائية معيّنة وأساليب الطهي الأشهر لبعض الأماكن في منطقة البحر المتوسط. ويشمل النظام الغذائي الخضراوات والحبوب الكاملة، وتناول الغلال باعتدال، والمكسرات والبذور، والأعشاب والتوابل، وزيت الزيتون، والسمك والبيض.
وقد لاحظ مؤلفو بحث عام 2017 أن النظام الغذائي للبحر المتوسط قد يمثل أسلوبا جيّداً لفقدان الوزن لمن يعانون من مرض السكري.
وقد سلطوا الضوء على دراسة استمرت لمدة عامين شملت 36 شخصًا يعانون من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني. وضمن هذا النظام الغذائي، اتبع المشاركون إما نظاما غذائيا قليل الكربوهيدرات، أو نظاما غذائيا متوسطيا، أو نظاما غذائيا منخفض الدهون لمدة عامين.
وأشار الموقع إلى أنّ حمية البحر المتوسط كانت الأكثر ملاءمة فيما يتعلّق بالتغيرات الحاصلة في مستويات الأنسولين والغلوكوز في حالة الصيام، حيث إنّ من اتبّعوا حمية البحر المتوسط فقدوا ما يقارب 1.5 كيلوغرا، أي ما يعادل 3.3 أرطال أكثر ممن اتبعوا الحمية منخفضة الدهون.
قليلة الكربوهيدرات
تعتبر الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات من بين أنظمة فقدان الوزن الأكثر شعبية.
وتحد الوجبات منخفضة الكربوهيدرات من استهلاك الشخص للكربوهيدرات، وتشمل كميات أكبر من البروتين والدهون الصحية.
ومن بين الأطعمة التي ينبغي تجنبها في إطار نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات: البطاطا، الأرز، الخبز الأبيض، الكعك، الحلويات، خبز البايغل، المعكرونة.
وأوضح الموقع أنّه يجب على الذين يتبّعون حمية منخفضة الكربوهيدرات تناول الكثير من الخضراوات، والحصول على الكثير من البروتين من الأسماك واللحوم الخالية من الدهون بالإضافة إلى البيض.
وتُظهر بعض الدّراسات أن الوجبات منخفضة الكربوهيدرات قد تكون فعّالة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
كما شملت إحدى الدراسات البالغين الذين يملكون أعراض مقدّمات السكري أو السكري من النوع الثاني، ومؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 25.
وفي إطار هذه الدراسة، اتبع المشاركون إمّا حمية منخفضة الكربوهيدرات، عالية الدهون، مع سعرات حرارية غير محددّة. أو اتبعوا نظاما غذائيا متوسط الكربوهيدرات، منخفض الدهون، مع تحديد السعرات الحرارية.
بعد ثلاثة أشهر، فقدت المجموعة التي اتبعت النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات 5.5 كيلوغرامات، مقارنة بـ 2.6 كيلوغرام لمن يتبعون حمية متوسطة الكربوهيدرات ومنخفضة الدهون.
ومن الضروري إدراك وجود أنماط مختلفة من الوجبات منخفضة الكربوهيدرات. فبعض الوجبات الغذائية تحد من استهلاك الكربوهيدرات إلى ما يصل إلى عشرين غراما أو أقل في اليوم، والتي قد لا تكون مناسبة للجميع.
حمية العصر الحجري
إن النظام الغذائي القديم أو “حمية باليو” فيها تقليد للنظام الغذائي الذي اتّبعه الناس منذ آلاف السنين عندما كانوا مضطرين للبحث عن الطعام.
وتشمل المواد الغذائية الأساسية التي تعود إلى العصر الحجري القديم: الفواكه والخضراوات واللحوم الخالية من الدهن والأسماك.
وتشبه قائمة الأطعمة الموجودة في حمية باليو تلك المضمنّة بالحمية منخفضة الكربوهيدرات، حيث إنّ حمية باليو تمنع استهلاك معظم الحبوب.
في دراسة أُجريت عام 2013، اتبع 13 شخصًا يعانون من مرض السكري من النوع الثاني نظام باليو الغذائي لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقلوا إلى نظام غذائي لمرض السكري لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
وقد تضمن النظام الغذائي لمرضى السكري الوجبات الموزعة بالتساوي التي تحتوي على الألياف الغذائية والخبز والحبوب الكاملة والحبوب والخضراوات.
ووجد الباحثون أن حمية باليو تضمنّت نسبة أكبر من السعرات الحرارية مقارنة بنظام حمية السكري.
وقد لاحظ المشاركون خسارة أكبر بالوزن مع اتباع نظام باليو الغذائي، لكنهم وجدوا صعوبة أكبر في تحمله. لذلك، يجب على الذين يتناولون حمية منخفضة الكربوهيدرات تناول الكثير من الخضراوات، والحصول على الكثير من البروتين من الأسماك واللحوم الخالية من الدهون والبيض.
وتظهر بعض الدراسات أن الوجبات منخفضة الكربوهيدرات قد تكون فعالة وآمنة لمن يعانون من مرض السكري. وقد شملت إحدى الدراسات البالغين الذين لديهم مرض السكري أو السكري من النوع 2 وكان مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 25.
تستبعد الأنظمة الغذائية النباتية اللحوم وتركز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور (مواقع التواصل) |
النظام النباتي
تستبعد الأنظمة الغذائية النباتية اللحوم وتركز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور.
وعادة ما يتجنب الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا تناول جميع المنتجات الحيوانية، بما في ذلك الألبان والبيض.
وقد يساعد اتباع نظام غذائي نباتي الأشخاص المصابين بداء السكري على إنقاص الوزن.
وتشبه العديد من الأطعمة الموجودة في حمية باليو تلك الموجودة بالحمية منخفضة الكربوهيدرات، حيث إن حمية باليو تحظر استهلاك معظم أنواع الحبوب.
وقد سلّطت مراجعة 2017 الضوء على فوائد اتباع مرضى السكري نظاما غذائيا نباتيا. وفي إحدى الدراسات، اتبّع 99 شخصًا من مختلف الأعمار إمّا نظامًا غذائيًا نباتيًا، أو نظامًا غذائيا قائما على قواعد الجمعية الأميركية لمرضى السكري (أي دي أي) الذي يتضمن الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات واللحوم.
بعد 22 أسبوعًا، فقد المشاركون في النظام الغذائي النباتي معدل 6.5 كيلوغرامات، وخسر المشاركون في نظام الحمية “أي دي أي” 3.1 كيلوغرامات. كما قلل 43% من المشاركين في النظام الغذائي النباتي أدوية السكري، مقارنة بـ 26% بالنسبة للمشتركين في نظام حمية أي دي أي.
ويكابد الذين يعانون من مشاكل السكري من أجل السيطرة على نسبة الغلوكوز بالدم، نظرا لأن درجات الأنسولين غالبا ما تميل إلى الارتفاع والانخفاض في جسم المصاب بالسكري والذي يستهلك الحلويات.