الشعوب العربية أسيرة مثلث الهيمنة الاستعمارية-الاسرائيلية والحركات الاسلامية والحكم العسكري
هاني الحسيني*
=====
هي حاجة مفروض تترسم بس لأني مش شاطر في الرسم هاكتبها.
الثورة المصرية والسورية والجزائرية (قبلهم ثم بعدهم) بتبين إن شعوبنا محصورة جوة مثلث.
أحد أضلاعه يمثل الهيمنة الاستعمارية وسلاحها الأساسي إسرائيل (بعض الناس هيلاقي ده كلام قديم بس أرجو يفكروا فيه). القوى الاستعمارية هدفها الأول هو السيطرة الاقتصادية ومن ضمنها تنشيط تجارة السلاح بافتعال عداوات وحروب داخلية وخارجية. وسائلها لتحقيق السيطرة دي تتضمن ترويج وتوحيد العادات الاستهلاكية، وتوحيد الثقافة السائدة مما يؤدي لتقليل التنوع الثقافي وقدرة المجتمعات على التفكير والابتكار. في المقابل بيدونا وعد بتعزيز الحريات الفردية وزيادة الاستهلاك ويمكن شوية حريات سياسية.
الضلع التاني يمثل الحركات السياسية اللي بتسمي نفسها إسلامية. الحركات دي هدفها الرئيسي تعزيز سيطرة مجموعة معينة على المجتمع والاقتصاد المحلي ومشاركة القوى الاقتصادية الكبرى في العائدات على أمل إنهم يكبروا كفاية ويقدروا يبقوا جزء من القوى الكبرى دي. بيعادوا مفهوم الحرية الفردية لكن بيشجعوا أنواع من الاستهلاك. بيروجوا لمبدأ الاستقلال الفكري باعتبار إننا في صراع مع الغرب الكافر. لكن لما بيعملوا ده بيختزلوا الثقافة الموروثة في المكون الديني وبيشككوا في أي موروثات أخرى. بيدعوا إنهم مع تعزيز الحريات السياسية.
الضلع الثالث من المثلث يمثل الحكم العسكري اللي لابس بدلة الوطنية. النظم العسكرية بتقدم للناس فكرة الاسقلال الوطني مقابل قمع سياسي وتحديد للحريات الفردية والجماعية. بيصورولنا إن ممكن التلاعب بالقوى الكبرى والإفلات منها باستخدام بعض التناقضات بينها. حتى في حالة افتراض حسن النوايا فالخطة دي صعب تنجح لأنهم كأفراد معزولين معتمدين بس على القوة والقهر بيكونوا عرضة للإغواء والابتزاز ولأن القمع بيؤدي للحد من إمكانيات المجتمع في التقدم.
الشعوب بتاعتنا متحاصرة جوة المثلث. كل ما يقربوا من ضلع بيشوفوا سوءاته فينفروا ويروحوا ناحية ضلع تاني وهكذا.
المثلث شكل مستوي يعني موجود في مستوى. المستوى اللي فيه الصراع ده بيقوم على التفاعل بين عاملين : الانتاج المادي (يعني الفلوس) والروابط الاجتماعية (الانتماء لثقافة ومجتمع).
علشان نخرج من المثلث محتاجين نلاقي بعد ثالث، أو عامل ثالث يسمح بالارتقاء فوق مستوى الصراع اللي مش عارفين نكسبه.
