الكويت

الكويت تسعى الى تعزيز الامن الاقليمي والتوسط لحل خلافات دول المنطقة

أكدت الكویت سعیھا الى تعزیز الامن الاقلیمي منذ انشاء مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة عام 1981 او من خلال التوسط لحل خلافات دول المنطقة منذ سنوات استقلالھا الاولى وحتى الیوم. جاء ذلك في كلمة الكویت بجلسة مجلس الامن حول التحدیات للسلم والامن في الشرق الاوسط التي ألقاھا مندوب الكویت الدائم لدى الامم المتحدة السفیر منصور العتیبي مساء امس الثلاثاء. وأشار العتیبي الى سعي الكویت مؤخرا لفتح قنوات حوار إقلیمیة مع ایران مبنیة على الاحترام المتبادل ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلیة واحترام سیادة جمیع الدول. وقال إن الحوار یكون مبنیا على اعتماد التدابیر لبناء الثقة والابتعاد عن الاجراءات الاحادیة والتي ستزید توتر میاه الخلیج وتمس سلامة الممرات المائیة وتقوض امن الطاقة في العالم مما یھدد السلم والامن الدولیین. وذكر ان “قضایا الشرق الاوسط متشابكة ومعقدة وتأخذ حالیا حیزا كبیرا من اجندة مجلس الامن تتراوح ما بین 30 و40 في المئة من جدول اعمال المجلس حیث تشھد المنطقة العدید من الحروب والازمات منذ اكثر من سبعة عقود”. وأضاف ان ھذه المنطقة التي تعد مھد الادیان السماویة الثلاثة والحضارات الانسانیة والثقافات التي تحتوي على اقدم مدن العالم المتمتعة بثروات طبیعیة وموارد بشریة ھائلة من المؤسف ان تشھد ھذه الازمات الامنیة والسیاسیة المزمنة. وأوضح العتیبي ان الامم المتحدة عامة ومجلس الامن خاصة تتعامل مع اكثر من ثمانیة ملفات في الشرق الاوسط منھا ما مضى علیھ اكثر من نصف قرن كالقضیة الفلسطینیة واخرى سنوات عدة كسوریا والیمن والسودان ولیبیا وتتعرض في الوقت الراھن خمس دول عربیة لاحتلال اجزاء من اراضیھا. واكد ان “المنطقة تتصدى للارھاب في خمس جبھات وتشھد ستة نزاعات داخلیة في ست دول عربیة من اصل 14 عملیة حفظ سلام یضاف الى ذلك وجود اكثر من ثلث اللاجئین والنازحین في العالم بالمنطقة العربیة”. وقال “لقد كررنا في اكثر من اجتماع ومناسبة ومحفل ان حل القضیة الفلسطینیة یكمن في اعادة الحق لاصحابھ في ارضھم ودولتھم والتوصل الى تسویة شاملة وعادلة ودائمة من خلال تنفیذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة وانھاء الاحتلال واقامة دولة فلسطینیة عاصمتھا القدس الشرقیة”. وذكر ان سیاسات اسرائیل منذ ان انضمت للامم المتحدة یجمعھا عامل مشترك ھو عدم الالتزام بمیثاقھا وعدم تنفیذ قرارات مجلس الامن والشرعیة الدولیة والاستمرار في انتھاكاتھا في ظل غیاب اي مساءلة. واوضح ان “میثاق الامم المتحدة یمثل ضماننا ووسیلتنا الاولیة للوقایة من النزاعات كما ان ھناك مبادرات مطروحة منذ سنوات طویلة رفضتھا اسرائیل كإنشاء منطقة في الشرق الاوسط خالیة من اسلحة الدمار الشامل”. وحول الجانب الانساني اكد العتیبي ان “عملنا یجب ان یكون الانسان محوره والقانون مصدره وان نسعى لحیاة كریمة لشعوب المنطقة والعالم في السلم والحرب ولقد انضممنا مع فرنسا ومجموعة من الدول في الدفاع عن المدنیین والمنشآت المدنیة من مستشفیات ومدارس لمنع استھدافھا خلال الحروب”. وقال “لقد ذقنا الامرین خلال احتلال الكویت الذي شھد العدید من انتھاكات القانون الدولي الانساني ونأخذ على عاتقنا الاھتمام المضاعف لضمان احترام الجمیع للقانون الدولي الانساني”. ولفت الى ان عدد اللاجئین والنازحین في الدول العربیة ارتفع الى 24 ملیونا من اصل 70 ملیون لاجئ ونازح وطالب لجوء في العالم اي اكثر من الثلث. واشار الى “الكم الھائل من العقول التي ھجرت دولھا العربیة سعیا لحیاة افضل ولذلك فإن الحلول السیاسیة لمشاكل المنطقة تظل اولویتنا وان انھاء الاحتلال ھو اول تلك الحلول ونتمنى ان نرى دورا اكبر للامم المتحدة وخاصة مجلس الامن في السعي نحو ضمان تنفیذ قراراتھ”. وذكر العتیبي “لقد خلفت النزاعات والحروب تھجیرا ونزوحا نتعامل مع الآثار الاجتماعیة والانسانیة الناجمة عنھما ولكن یمكننا ان نستثمر في المستقبل ونقي اللاجئین والمھاجرین والنازحین معاناة جدیدة ونمنحھم سبل الحیاة الكریمة عبر الاستثمار بالتعلیم اولا”. واكد ان الاستثمار في التعلیم من ابرز مجالات مساعدات الكویت للاشقاء والاصدقاء سواء عبر المساعدات الرسمیة او القطاع الاھلي. وأوضح ان “استثمارنا في مستقبلنا لا ینسینا ماضینا فنحن ننتمي لمنطقة نشأت فیھا حضارات سحیقة وشھدت تعایشا مشتركا لاقوام من دیانات وثقافات مختلفة لمئات السنین ولا یمكن لرأي واحد او روایة واحدة ان تمسح الغیر وتنفي وجوده ولا یمكن أبدا تبریر جرائم تدمیر الموروث الثقافي الذي یعتبر عھدتنا وامانة للبشریة”. وقال “لقد نجم عن النزاعات تجارة بآثار حضارات الشرق الاوسط تضاف الى جرائم الارھابیین كداعش وغیره في تدمیر المعالم والآثار الحضاریة ووطأة الحروب التي دمرت الاحیاء والمدن لیمحو كل ذلك ذاكرة حیة حافظت علیھا الاجیال السابقة ولا ننسى الممارسات المستمرة لسلطات الاحتلال في طمس الھویة الثقافیة للقدس الشرقیة وللفلسطینیین في عموم اراضي فلسطین المحتلة”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى