ماكرون يؤيد مزيداً من المحادثات حول بريكست لكن دون تنازلات
علن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس انه يؤيد إجراء المزيد من المحادثات مع بريطانيا تجنباً لخروجها من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، لكنه رفض تقديم تنازلات كبيرة، وذلك اثناء استقباله رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الاليزيه قبل نحو شهرين من حلول الموعد المحدد لبريكست.
وأبدى ماكرون موافقته على منح شهر لإيجاد حل لمسألة الحدود الإيرلندية التي تثير خلافا منذ بدء المفاوضات في 2017.
إلا انّ ماكرون الذي أقر بسمعته بأنّه “الرئيس الأكثر تشددا” حيال بريكست، رفض دعوات جونسون إلى إلغاء “شبكة الأمان” الخاصة بإيرلندا.
وقال إنّ المحادثات يجب أن ترتكز على اتفاق الخروج الذي تم التوصل إليه بين الاتحاد الأوروبي ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي، وقد رفضه البرلمان البريطاني ثلاث مرات.
ويسعى البند المتعلق بـ”شبكة الأمان” لتفادي عودة حدود فعلية بين مقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية وجمهورية إيرلندا التابعة للاتحاد الأوروبي.
ويرى جونسون أن هذا البند “غير ديموقراطي ويمس بسيادة الدولة البريطانية” لأنه يتطلب منها مواصلة تطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الانتقالية، ويمنعها من اتباع سياسة تجارية مستقلة عن الاتحاد الأوروبي.
وقال ماكرون “يجب أن نحاول أن يكون لدينا شهر مفيد”، مضيفاً أنّ فرنسا تتحضر رغم ذلك لكل السيناريوات “وخصوصا” الخروج من دون اتفاق في 31 تشرين الأول/اكتوبر.
من جانبه، أصرّ جونسون الذي ظهر في إحدى الصور واضعاً قدمه على طاولة صغيرة في قصر الاليزيه، على أن الحلول “متوفرة بالفعل” لمنع عودة الحواجز على حدود إيرلندا.
-بعض القلق-
وباريس هي المحطة الثانية في أول جولة خارجية لجونسون بعد توليه رئاسة الوزراء. وقد زار الأربعاء برلين لمحادثات مع ميركل.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي للصحافيين في بروكسل الخميس، إنّ الاتحاد كان “قلقاً بعض الشيء بناء على ما سمعناه (الأربعاء) في برلين”.
ومنذ تولي جونسون السلطة الشهر الماضي، تزايدت احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد “من دون اتفاق” في الموعد المقرر في 31 تشرين الأول/أكتوبر، وهو ما يرى خبراء اقتصاد انه سيلحق اضرارا جسيمة ببريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وصرح المسؤول الأوروبي للصحافيين أن على “الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء أن تضع في الاعتبار احتمال خروج بريطانيا +من دون اتفاق+ بجدية أكبر من السابق”.
وكان مسؤول فرنسي أعلن الأربعاء أن هذا السيناريو اصبح “أكثر ترجيحاً”.
وبعد فتح برلين وباريس نافذة أمام جونسون، ارتفع سعر الجنيه الاسترليني الخميس مقابل اليورو والدولار. وعند الساعة 13,40 ت غ بلغ سعره 1,2240 دولار (بزيادة نسبتها 0,91 بالمئة) و0,90 سنتا مقابل اليورو (0,93 بالمئة).
وقال جونسون “دعونا ننجز بريكست (…) بطريقة عقلانية وبراغماتية لصالح الطرفين”.
وأشار إلى القيام بكل ما يتوجب فعله “للحرص قدر الإمكان على أن يكون خروجنا سلساً وبلا آلام” في حال الاتفاق أو لا.
من جانبها، قالت ميركل في لاهاي الخميس، إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بحلول 31 تشرين الأول/أكتوبر.
-بريق أمل؟-
أكد جونسون الخميس أن محادثاته مع ميركل “شجعته بقوة”. واضاف “أعجبت بروحية +نستطيع تحقيق ذلك+ التي لديها”.
إلا أن العديد من المراقبين يعتبرون أن تصريحات ميركل تنسجم مع لهجتها الأكثر تصالحية في العلن بشأن بريكست مقارنة مع ماكرون الذي تسببت تصريحاته القاسية بغضب في لندن في الماضي.
وقال مساعد لماكرون الأربعاء طالباً عدم كشف اسمه، “لا يوجد أي تباعد بين باريس وبرلين في هذه المسائل”.
ورأى المحلل في “مجموعة اوراسيا الاستشارية” مجتبى رحمن أنّ ما يطرحه ماكرون وميركل يهدف إلى عدم تحميل المسؤولية للاتحاد الأوروبي في حال حصول خروج من دون اتفاق.
وغرّد على تويتر “يقولون لبوريس، أنت تصرّ بأنّه بالإمكان القيام بذلك بطريقة اخرى. لديك 30 يوماً لفعل ما عجزتم عن فعله طيلة عامين”.
ويراهن جونسون الذي استعرض مهاراته باللغة الفرنسية ليثير إعجاب الدبلوماسيين الفرنسيين، على اخراج بريطانيا في الموعد المحدد “مهما كان الثمن”.
وبينما تخوّف محللون من مخاطر أن تصبح العلاقات بين ماكرون وجونسون عاصفة في العلن، غير أنّهما ظهرا مبتسمين بعد نحو ساعتين من المحادثات