إعلام

الأوروبيون يتصدّون لترامب في ملف التجارة قبيل افتتاح قمة مجموعة السبع

حذّر الأوروبيون الرئيس الأميركي دونالد ترامب فور وصوله السبت إلى قمة مجموعة الدول السبع في فرنسا، من أن الحروب التجارية ستُدمّر الاقتصاد العالمي ومن أنهم لن يسمحوا له بفرض رسوم على بضائع فرنسية، بعد قيام باريس بفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة.

وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يستضيف القمة التي ستُفتتح مساءً في بياريتس (جنوب غرب)، من أن “التوتر التجاري سيء للجميع” وذلك في تصريح تلفزيوني مقتضب.

وجاء كلام رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ليدعم تصريحات الرئيس الفرنسي لدى وصول الرئيس الأميركي إلى فرنسا. فقال توسك إن “الحروب التجارية سوف تؤدي إلى انكماش (اقتصادي) في حين أن الاتفاقات التجارية تقوّي الاقتصاد”.

واجتمع الرئيس الأميركي بنظيره الفرنسي فور وصوله حول مائدة غداء ثنائية لم تكن مقررة في فندق “أوتيل دو باليه” في بياريتس، ما قد يساهم في تسوية بعض الخلافات قبل الافتتاح الرسمي للقمة مساء السبت.

وأكد ترامب أمام عدسات الكاميرات أن “الوقت ممتاز. سنقوم بأمور مهمة في نهاية الأسبوع” في حين كان ماكرون يسلط الضوء على خطورة الأزمات الراهنة.

واعتمد الرئيس الأميركي لهجة مختلفة تماماً قبل توجهه إلى فرنسا في سلسلة تغريدات مدوية.

فقد هدّد بالردّ على فرض رسوم فرنسية على المجموعات الأميركية العملاقة في قطاع التكنولوجيا. وقال “إذا فعلوا (الفرنسيون) ذلك فسنفرض رسوماً على نبيذهم.. رسوم لم يروا مثلها من قبل”.

من جهته، تعهّد الاتحاد الأوروبي بالردّ على واشنطن إذا نفذت تهديداتها. وقال توسك “إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً، سيردّ الاتحاد الأوروبي على المستوى نفسه”.

وقام الرئيس الأميركي مرة جديدة بتأجيج الحرب التجارية التي تتواجه فيها الولايات المتحدة والصين وتلحق ضرراً بالاقتصاد العالمي.

فقد أعلنت بكين فرض رسوم جمركية جديدة على بضائع أميركية بقيمة 75 مليار دولار. فما كان من ترامب إلا أن ردّ بالإعلان عن زيادة جديدة في الرسوم على منتجات صينية مستوردة إلى الولايات المتحدة، لتصبح القيمة الاجمالية للبضائع الصينية التي ستخضع للرسوم 550 مليار دولار، بحلول نهاية العام الجاري.

وقد أولى الرئيس الفرنسي اهتماماً خاصاً لتفاصيل القمة التي ستُعقد في بياريتس، المنتجع الساحلي الفاخر المطلّ على المحيط الأطلسي والملتقى السابق للملوك.

وسيناقش القادة السبع حول مائدة طعام من مطبخ بلاد الباسك، موضوعاً فرض نفسه في اللحظة الأخيرة وهو حرائق غابة الأمازون، رئة الأرض.

وقال ايمانويل ماكرون الذي وضع أيضاً المناخ ضمن المسائل التي ستُطرح في القمة، “علينا أن نستجيب لنداء المحيط ونداء الغابة التي تحترق اليوم في الأمازون بشكل ملموس جداً هنا أيضاً”.

وقد تكون هذه المناقشات حساسة بعدما اتهم ماكرون الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بـ”الكذب” بشأن تعهداته حول المناخ و”بعدم التحرك” في مواجهة هذه الحرائق التي تدمر منذ أيام “رئة الأرض”.

من جهتها، عبّرت برلين عن تحفظات بعدما أعلنت باريس أنها ستعرقل مشروع اتفاق تجاري بين السوق المشتركة لأميركا الجنوبية (ميركوسور) والاتحاد الأوروبي، وهي قضية سيتطرق إليها ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في لقاء ثنائي بعد الظهر.

لكن توسك أقرّ بأنه من “الصعب تصوّر” أن يصادق الاتحاد الأوروبي على اتفاق مماثل، طالما أن البرازيل “ستسمح بتدمير” الأمازون.

وبشأن الملف النووي الإيراني، ينوي ماكرون طرح موضوع خلافي آخر مع ترامب هو الاتفاق النووي الإيراني الذي يحاول الأوروبيون إنقاذه في حين أن الولايات المتحدة انسحبت منه.

– تظاهرات معارضة سلمية –

وسيبلغ ماكرون ضيوفه بمضمون لقائه الجمعة مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي رأى في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن مقترحات باريس لحلحلة الأزمة مشجعة.

ويُرتقب كذلك بشدة لقاء ثنائي مقرر صباح الأحد بين دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي يشيد الرئيس الأميركي بمؤهلاته ومواقفه، حصوصاً بشأن بريكست.

وما إن وصل جونسون إلى فرنسا حتى كرّر موقفه بالقول إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي “التخلي” عن شبكة الأمان الإيرلندية (باكستوب) إذا أراد تجنّب خروج بريطانيا من التكتل من دون اتفاق.

وسيحاول ماكرون الدفع قدماً بملفات أخرى مثل مكافحة اللامساواة وملف التعليم في إفريقيا.

وتأمل باريس في التوصل إلى “مبادرات ملموسة” مع القادة المدعوين مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورؤساء ست دول إفريقية.

في هذا الوقت، تواصل الحركات المعارضة لقمّة مجموعة السبع التعبئة في مدن مجاورة بعد أن أصبحت بياريتس حصناً لا يمكن للسياح وللمتظاهرين الوصول إليها.

ونظّم آلاف المعارضين للرأسمالية وأنصار لعولمة بديلة مسيرة سلمية صباح السبت من اينداي إلى مدينة إيرون الاسبانية الحدودية، في وقت كانت السلطات تخشى حصول تجاوزات بعد تظاهرات “السترات الصفراء” التي شهدتها المدن الفرنسية في فصل الشتاء.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى