سوريا

خان شيخون مدينة استراتيجية في الطريق الدولي بين حلب ومدينتي حماة ودمشق

من عبدالله بدران (تقرير)

الكويت – 27 – 8 (كونا) — تحتدم المعارك بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة في المناطق المجاورة لمدينة خان شيخون بعد أن سيطرت قوات النظام السوري على المدينة الاستراتيجية في 21 اغسطس الجاري محققة نقلة نوعية في الصراع الدائر بين الجانبين.
وتستمد مدينة خان شيخون أهميتها من موقعها الاستراتيجي على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب شمالا بالعاصمة دمشق جنوبا الذي قطعته فصائل المعارضة منذ سنوات فضلا عن قربها من اهم المدن الواقعة وسط سوريا وشمالها حيث تبعد 37 كم عن مدينة حماة و110 كم عن مدينة حلب و70 كم عن مدينة إدلب.
والمدينة التي تتبع محافظة ادلب اداريا سميت بذلك نسبة الى خان بني في ايام الحكم العثماني لسوريا كان يستخدم لاستراحة المسافرين ونومهم خلال مرورهم بالمدينة وكان صاحبه يدعى شيخون وبمرور الزمن تحول اسم المدينة الى خان شيخون.
وتتمتع المدينة بتاريخ حافل فقد كانت مأهولة في العصر البيزنطي واستمرت مأهولة حتى الان وتحوي بعض الاثار اهمها تل يعود الى الالف الثالث قبل الميلاد فيه العديد من الأبنية والأنفاق التي يصل طول بعضها إلى أكثر من ألف متر فضلا عن الخان الاثري وجامع التكية وقصر وقديم بنيا خلال الحكم العثماني.
وكان عدد سكان المدينة حين اندلاع الثورة السورية في عام 2011 نحو 53 ألف شخص فيما يتجاوز عدد سكانها حاليا نحو 100 الف بعد ان نزح اليها الالاف من المناطق المجاورة لها لكن معظمهم فروا منها بعد احتدام المعارك في محيطها منذ عدة اسابيع.. وتشتهر المدينة باراضيها الزراعية الكبيرة البالغة مساحتها نحو 10500 هكتار التي يزرع فيها عدد من المحاصيل الاستراتيجية لاسيما القمح والشوندر السكري والقطن فضلا عن الفستق الحلبي الذي تتصدر به مناطق محافظة ادلب ويسهم في دعم اقتصادها.
ومنذ ان سيطرت قوات المعارضة على المدينة في عام 2014 تعرضت إلى قصف متقطع من قوات النظام السوري وهجمات عدة كان اشدها في الرابع من ابريل عام 2017 حينما تعرضت المدينة لما وصف بأنه “مجزرة كيميائية” إذ قصفتها قوات النظام بغاز السارين فقتل نحو مئة شخص بينهم 25 طفلا وجرح أكثر من 400.
واعتبرت خان شيخون ضمن مناطق خفض التصعيد التي توصلت اليها ايران وروسيا وتركيا في محادثات أستانا التي عقدت في سبتمبر عام 2017 على ان تكون تحت إشراف تركيا التي نشرت 12 نقطة في تلك المنطقة.
وكانت قوات النظام السوري قد اعلنت سيطرتها على المدينة في 21 أغسطس عقب معارك دامية مع قوات المعارضة في محيطها وانسحاب المعارضة من وسطها وذلك في عملية عسكرية واسعة بدأتها قبل أكثر من شهر لاستعادة السيطرة على ريفي (حماة) و(ادلب). (النهاية) ع ب د / ا ع س

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى