كتاب وآراء

ماذا بعد ان فقدت إسرائيل المباغتة مع العراق؟ وهل تخوض (إسرائيل) حربا؟ وما حجمُ الصدمةِ التي سيحدثها اتفاقٌ ترامبيٌ ـ روحانيٌ؟

ومن أين تأتي الامداداتُ (الغيبية) لصنعاء؟
27/8/2019
وفيق السامرائي*

اذا كانت التفجيرات في مستودعات/ مخازن أعتدة الحشد قد حدثت نتيجة ضربات إسرائيلية، (تأسيسا على عدم النفي الإسرائيلي، وشبه اجماع عراقي)، فقد فقدت إسرائيل المباغتة التي كان يتمناها دعاة ومتمنو الحرب في بعض دول غرب الخليج، (ومتمنوها في شمال غرب العراق)، باستهداف قيادات حشدية عليا، ولسنا ميالين إلى ارجاع فقدان المباغتة إلى خلل إسرائيلي، بل إلى نقطتين، هما:
• الأولى، الوعي الأمني العالي لقادة الحشد.
• والثانية، رغبة إسرائيل في أخذ المزيد من دعاة الحرب، وهذا لا يتحقق في تلبية تمنياتهم، فبدأت بأهداف لا تَمُسَ عصبا حساسا، علما ان إسرائيل لم تعلن رسميا شنها هجمات داخل العراق.
وفقا لما نرى، وخلافا لما يحدث من عمليات شد وهجمات، من المستبعد حصول مجابهة (واسعة) على مستوى حرب مفتوحة بين إسرائيل وأي طرف آخر في المرحلة الحالية.
لقد شجع دعاة ومتمنو الحرب وتأييدهم (العلني) للهجمات على أعتدة الحشد العراقيين على الاهتمام بعراقيتهم وبلدهم فقط، بعيدا عن وهم مصطلحات المحيط والحاضنة العربية، لذلك لم نستغرب تصويت 93% من آلاف المصوتين على استطلاع في هذه الصفحة يوم 25/8/2019 بعدم جدوى الاتفاقات العربية والدفاع المشترك، بل العمل باتفاقات ثنائية وفقا للمصالح.
أما العلاقة بين أميركا وإيران، فمثلما تم الاتفاق النووي السابق (ليس مستبعدا) ولا جزما أن يتفق الطرفان على إعادة التهدئة بينهما خلال لقاء مقبل محتمل يدور الحديث عنه، بين ترامب وروحاني سبق أن أشرنا إليه في ذروة الأزمة قبل أسابيع، واتفاقٌ كهذا سيُحدثُ صدمة مذهلة في وسط جنوب غرب الخليج، ولن يبق عندئذ غير خصومات عربية ـ عربية ستستمر طويلا.
نصيحة للمعنيين جنوب غرب الخليج:
لا تدفعوا العراقيين أكثر إلى الابتعاد ولا تتدخلوا في شؤونهم، فصنعاء لا تزال عصية عليكم، ويبدو أن الامدادات الغيبية تصل إلى الحوثيين من ثروات نفط الصحراء ومن أسلحة ترسل إلى قوات (الشرعية) تسريبا أو استيلاء سهلا.
وقد قرأت وصفا صريحا للفريق ضاحي خلفان، الذي له حضور إقليمي ودولي، عن سير الحرب في اليمن يمكن ان يُستنتجُ منه الكثير عن التعقيدات والنوايا والأهداف بطريقة تختلف عما متداول..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى