إعلام

إيران تقلل من شأن فرص عقد لقاء بين ترامب وروحاني

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء واشنطن إلى “اتخاذ الخطوة الأولى” من خلال رفع العقوبات عن بلاده في إطار الملف النووي، ما من شأنه أن يقلل من فرص الاجتماع بنظيره الاميركي دونالد ترامب الذي أكد انفتاحه على لقاء روحاني.

وخلال جولة آسيوية، بدا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكثر تشكيكاً بإمكان إجراء لقاء مماثل.

وأشار إلى أنه خلال زيارته المفاجئة لقمة مجموعة السبع في بياريتس، لفت الى انه “لا يمكن تصور” لقاء بین الرئیسين الإيراني والأميرکي طالما لم تنضم واشنطن مجددا الى الاتفاق النووي المبرم بين ايران والاتحاد الاوروبي.

وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الأشهر الأخيرة في أعقاب انسحاب واشنطن بشكل أحادي من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني، وإعادة فرضها عقوبات على طهران.

وبدا أن انفراجاً طفيفاً تحقق في هذا الملف في الأيام الأخيرة خلال قمة مجموعة السبع في فرنسا، مع عدم استبعاد ترامب إمكان عقد لقاء مع نظيره الإيراني.

غير أن روحاني علق بدوره على ذلك الثلاثاء فارضا شروطاً لعقد مثل هذا اللقاء.

وأعلن روحاني في خطاب بث مباشرة عبر التلفزيون الحكومي أن الخطوة “الأولى هي رفع الحظر. عليكم أن تخطوا الخطوة الأولى في رفع كل أشكال الحظر الخاطئة وغير العادلة وغير القانونية ضد الأمة الإيرانية، وعندئذ ستكون الظروف مختلفة”.

وتابع “إذا لم تسحب أميركا إجراءات حظرها ولم تكف عن سلوكها الخاطئ فإننا لن نشهد تغييرا”.

واعتبر روحاني أن “مفتاح التغيير الإيجابي هو بيد واشنطن”، مؤكدا “إننا لا نصنع قنبلة ذرية (…) ليس بسبب تحذيراتكم بل بسبب معتقداتنا وأخلاقياتنا”.

وقال “إذا كان ذلك بصدق مصدر قلقكم الوحيد، فهو أزيل أصلاً” من خلال الفتوى ضد الأسلحة النووية التي أصدرها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي عام 2003 وأعاد تأكيدها مرّات عدّة مذاك.

ورد ترامب إيجابا الإثنين على صحافي سأله “هل من المعقول أن تلتقي روحاني في الأسابيع المقبلة؟”، خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام قمة مجموعة السبع.

وخلال مؤتمر صحافي في بياريتس الاثنين، أكد ماكرون أن محادثات قمة مجموعة السبع أوجدت “الظروف الملائمة للقاء وبالتالي اتفاق” بين ترامب وروحاني.

وأعرب عن أمله في عقد اللقاء خلال “الأسابيع المقبلة”. لكنه سارع إلى التحذير من أنه “لم يتم تحقيق شيء، والأمور في غاية الهشاشة”.

في غضون ذلك، رحبت الأسواق المالية باحتمال عقد هذا الاجتماع كونها تشعر بالقلق إزاء التوتر في الخليج، المنطقة الحيوية لتجارة النفط العالمية.

قال جيمس هيوز المحلل في شركة “اكسي تريدر” ان هناك “أملا في تهدئة التوتر بعد تحرك ماكرون من اجل عقد اجتماع بين ترامب ونظيره الإيراني”.

في طهران، تعافت العملة الوطنية “الريال”. وبلغ سعر الصرف في السوق السوداء 112الف ريال مقابل دولار الثلاثاء مقابل 117 الفا قبل اسبوع، وفقا لموقع “بونباست” الذي يتتبع تقلبات أسعار الصرف.

وأكد روحاني الثلاثاء في حديث خلال مراسم إطلاق مشروع سكني في طهران “عليكم أن تقوموا بالخطوة الأولى وبدونها لن يفتح هذا الباب”.

وينص اتفاق فيينا حول النووي الإيراني على رفع العقوبات عن إيران مقابل التزام الإيرانيين بعدم حيازة أسلحة نووية.

لكن طهران ردت على إعادة فرض عقوبات أميركية مشددة تنهك اقتصادها، بالتخلي عن التزامات ينص عليها الاتفاق النووي، وتهدد بمواصلة التخلي عن التزاماتها إذا لم تحصل على مقابل يسمح لها بتفادي العقوبات.

ويحاول الأوروبيون إقناع ترامب بالتخفيف من الحظر على النفط الإيراني مقابل عودة طهران لاحترام التزاماتها وبدء مفاوضات هادفة إلى توطيد اتفاق فيينا ووضع قيود على برنامج الصواريخ البالستية الإيراني.

وحض روحاني في خطابه الثلاثاء الولايات المتحدة على “العودة إلى الالتزامات” التي اتخذتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في إطار الاتفاق النووي.

وقال روحاني “نريد حل المشاكل بطريقة عقلانية، لكننا لا نسعى لـ+التقاط صور+ مع أحد”.

ونددت صحيفة “جوان” المقربة من الحرس الثوري الثلاثاء على صفحتها الأولى بلقاء محتمل بين ترامب وروحاني، واعتبرته “مناسبة لالتقاط صور”.

ومن المقرر أن يشارك روحاني وترامب بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر أيلول/سبتمبر في نيويورك، وهو ما قد يشكل خطوة باتجاه عقدهما محادثات.

ويتشارك بعض الإيرانيين هذا الشعور.

وقال ولي الله توكلي، رجل الأعمال في طهران، إن “وضع الناس يزداد سوءًا كل يوم، وكما يقول المرشد الأعلى فإن المفاوضات مع أميركا عديمة الفائدة”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى