كتاب وآراء

بوتين يبلع الطعم التركي مرة اخرى!

ناجي صفا*

الإنتصار الذي حققه الجيش العربي السوري في خان شيخون وشمال حماه قلص النفوذ التركي في سوريا ووضعه امام خيار التراجع والعجز عن تنفيذ مشروعه في استمرار السيطرة على مساحات كبرى من الارض السورية.
ذهب اردوغان الى موسكو ليحاول ترميم مشروعه الأصلي بعد ان ناور وراوغ مطولا في تنفيذ التزاماته في اتفاق سوتشي واستانة .
يبدو ان الرهان الروسي على استقطاب اردوغان لم يسقط رغم مرارة التجربة مع اردوغان وتأكد الروسي من عدم صدقية اردوغان ومناوراته التي يحاول من خلالها ابتزاز كل من روسيا والولايات واللعب على التناقضات وحاجة كل منهما له .
اقنع اردوغان بوتين بمشروعه حول إقامة المنطقة الأمنية ضمن الاراضي السورية وهو مشروع اردوغاني اميركي يقضم من السيادة السورية . يبدو انه اقنعه تحت عنوان الحفاظ على السيادة السورية ؟ وهي سيادة وهمية تحت سلطة القوات التركية ، فكيف يمكن ان تكون سيادة سورية والمنطقة تقع تحت سلطة الجيش التركي، وفي كل يوم يحدث اردوغان متغيرات ديموغرافية في الشمال السوري ويعبث بالبنية السكانية وتسير عمليات التتريك على قدم وساق ولا داعي لسردها لأنها معروفة .
لا شك ان التفاهم الروسي التركي الجديد سيلقي بظلاله على معركة ادلب وعلى احتمالات استكمالها ، هذا سيعيد وضع الجيش السوري تحت ضغط عمليات استنزاف جديدة مشابهة لعمليات الإستنزاف التي خضع لها قبل معركة خان شيخون.
اغداق الروسي على اردوغان بانواع جديدة من السلاح وفتح مخازنه امامه انما يشير الى استمرار الرهان الروسي على سحب تركيا من الفم الاميركي والاطلسي رغم مخاطر كشف اسرار هذا السلاح للولايات المتحدة، وإمكانية قبض الثمن تسهيلات اميركية في تمرير المنطقة الآمنة بالشروط التركية، لا سيما بعد نجاح الاميركي في توفير نوع من المساكنة بين اردوغان والاكراد، هذا يهدد السيادة السورية في منطقة شرق الفرات. بالإضافة الى عملية التهديد الجارية في شمال شرق حلب وشمال غرب حلب . وتصبح عودة معرة النعمان وبقية المناطق الى السيادة السورية مسألة مؤجلة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى