كتاب وآراء

إسرائيل تدفع إلى الحرب وتوسيع رقعة الاعتداء

عامر محسن*

 

إسرائيل، فعلياً، هي من يندفع إلى الحرب. قصفٌ يتقصّد استجلاب ردّ، واعترافٌ فوريّ بالغارات، وتوسيعٌ لرقعة الأعداء. بالحساب العقلاني، قد تكون هناك – بالفعل – أسبابٌ لإسرائيل لكي تختار الحرب اليوم، وليس غداً. الخليج بدأ ينسحب من حرب اليمن، العراق لا يزال تحت الهيمنة الأميركية ولكن هذا لا يبدو أنه سيدوم، الحرب في سوريا لا تزال مفتوحة، وإن كانت في مراحلها الأخيرة. هذه «الفرص» لن تكون متوافرة في المستقبل القريب. اليوم تواجه إسرائيل انتشار الصواريخ البالستية من حولها، وغداً ستواجه تهديد الصواريخ الجوالة (أو هي أصبحت، أصلاً، في ترسانة المقاومة؟)، وبعد غد تبدأ أنظمة الدفاع الجوي بالانتشار. فوق ذلك كلّه، فإن إسرائيل يمكنها اليوم أن تخوض الحرب في جوٍّ إقليميٍّ مؤاتٍ، فيه ابن سلمان وابن زايد ومعسكر عربي كامل مستعدٌّ لمناصرة إسرائيل (لحسن الحظّ أنهم لا يقدرون على القتال). قد تبدو الظروف، من وجهة نظر تل أبيب، «مثالية» اليوم لحربٍ قد تصبح، سريعاً، أكثر صعوبة. ولكن هنا لا يجب أن ننسى المرّة الأخيرة التي خطّطت فيها إسرائيل لحربٍ من هذا النوع، وكانت الظروف أيضاً «مثالية»، والكلّ يجتمع ضدّ المقاومة. كان ذلك في مثل هذه الأيام من عام 2006.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى