كتاب وآراء

جهود فرنسية حثيثة لنزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران

باريس – 2 – 9 (كونا) — تدخل الازمة الايرانية الامريكية حلقة جديدة قد تكون الاخيرة بعد الشد والجذب والتصعيد المتسارع الذي دفع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بذل جهود مكثفة لنزع فتيل التوتر والتأزيم.
وباتت باريس تسابق الزمن لانقاذ ما يمكن انقاذه وسط تعنت طهران وتهديدات واشنطن حيث وصل اليوم الاثنين وفد ايراني رفيع المستوى برئاسة كبير المفاوضين مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي لبحث مقترح قدمه ماكرون من شأنه الحد من التوتر القائم بين الجانبين وحل الازمة النووية المتفاقمة. فبعد ان وصلت الجهود الفرنسية لاعلى مستوياتها لاسيما بعد محادثات اجراها ماكرون مع نظيره الامريكي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (جي 7) اظهر الجانبان الامريكي والايراني شيئا من الليونه لانقاذ اتفاق فيينا من الانهيار.
ومن المقرر ان يقيم الوفد الايراني المقترح الفرنسي وسط توقعات برفض بعض البنود التي يتضمنها المقترح وتعديل بعضها.
وسوف تحدد نتائج النقاش موقف طهران من اعلان الخطوة الثالثة على صعيد خفض التزاماتها النووية.
وعرض ماكرون تفاصيل المقترح خلال غداء عمل جمعه مع ترامب قبل انطلاق قمة (جي 7) ويقضي بالسماح لإيران بتصدير نفطها لفترة محددة مقابل وقفها تخصيب اليورانيوم.
كما أبدت ايران استعدادها لمناقشة المقترح الفرنسي من اجل التوصل الى حل ينقذ الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع قوى العالم في عام 2015.
ويرى المجتمع الدولي ان توصل الطرفين الى اتفاق سوف يجنب العالم الدخول في حرب مدمرة لا تحمد عقباها.
ويعيش العالم في حالة ترقب حذر بين التفاؤل بوساطة ماكرون والتهديدات الايرانية المستمرة بشأن برنامجها النووي الا ان الامر يبقى مرهونا بما تريده واشنطن.
وتصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن بعد ان اعلن ترامب انسحاب بلاده الاحادي من الاتفاق النووي الذي يرفع العقوبات عن ايران مقابل كبح برنامجها النووي.
ووصف ترامب الاتفاق النووي “بالكارثي والسيئ” وأعاد فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد طهران بهدف “تغيير سياستها العدائية اقليميا ودوليا”.
ووصلت الازمة الى ذروتها في يونيو بعد ان اسقطت ايران طائرة امريكية مسيرة مما تسبب باطلاق تهديدات من قبل ترامب بشأن توجيه ضربة انتقامية الا انه تراجع عنها في اللحظات الاخيرة.
وأظهر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ايران واصلت تجاوز حدود الاتفاق النووي بشأن مخزون اليورانيوم المخصب إلى جانب استمرارها في التخصيب الى مستوى يفوق الحد المسموح به.
ولعبت فرنسا دورا بارزا على المستوى الدبلوماسي خلال الأشهر الماضية بهدف خفض حدة التوتر بين ايران والولايات المتحدة.(النهاية) م ج ز / م م ج

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى