كتاب وآراء

ماذا بعد فشل هجمات المسيّرات على مخازن العتاد؟ وهل من عودة لداعش كما يرى أميركيون؟ وما الدرس من ضبط مئات الأحزمة الناسفة في الأنبار؟

وفيق السامرائي*
13/9/2019
ندخل بصلب الموضوع أولا، فهجمات المسيّرات على مخازن عتاد الحشد فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهداف ترتقي إلى مستوى تداعيات إثارة روح العداء مع العراق، وكل الذي دُمِرَ من عتاد يمكن تعويضه بسهولة وبكلف مالية بسيطة، ومثل هذا الفشل لا يعني التخلي عن الأهداف الكبيرة. لذلك، العراقيون الآن متحسبون جدا لهجمات نوعية خطيرة تستهدف قيادات ميدانية لها ثقل سياسي، ويفترض فشل المخططات التالية، فالعراق ليس كغيره.
الفقرة الثانية، ظهور نشاطات لداعش منها هجمات في مكحول وصدها من قبل قوات الحشد. فلماذا في مكحول (جنوب خط الموصل ـ أربيل)؟ ومن أين يأتيهم المدد؟ هذا نتناوله لاحقا في حالة التكرار، كي لا يقال إن هذه من شكوك نظرية المؤامرة.
وفي الأنبار، كان مثيرا ضبط مئات الأحزمة الناسفة جديدة، وهو درس يجعل وزارة الدفاع فخورة بقرارها اختيار قائد عمليات جديد شجاع، أبعده فاشل سابق قبل أن يقال، هو اللواء الركن ناصر الغنام، طبعا بالتعاون مع مفاصل مهمة وشجاعة.
ونُسِبَ إلى مسؤولين أميركيين أكثر من مرة تنبيههم/ تحذيرهم من احتمالات عودة داعش، وجرت الإشارة إلى احتمال استغلال الدواعش للنازحين وهي إشارة تتطلب التوقف عند الغرض منها!
عموما،التقييم الأميركي كثيرا ما يأتي مضطربا وهو ما لوحظ في عمليات تحرير الموصل والمدة المطلوبة لدحر الدواعش، وطبقا لتجارب عقود مضت فليس كل ما يقوله الأميركيون مؤامرة، فأحيانا يعكس خللا في قدرة التحليل مايتطلب اعتماد العراقيين على قدراتهم الذاتية أولا في قراءة المستقبل والاحتمالات.
وفي كل الأحوال، فقد هُزِمَت داعش عسكريا ولا عودة لها، لكن محاولاتها للإخلال بالأمن لا تزال مستمرة وضبط الأحزمة وهجمات مكحول وتفجيرات بأماكن مختلفة وإن كانت قليلة مؤشرات لمحاولاتها ما يتطلب نشاطات على غرار النشاطات الأخيرة في البحث والمتابعة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى