كتاب وآراء

عن طلال حيدر و َعاصي الحلاني

فيصل جلول*
١

لم يرتكب طلال حيدر خيانة فهو مستمر على نهج درج عليه ، كلماته في مليونيات ١٤ اذر ومديحه ل بشير الجميل معروف وبالتالي قصيدته الكئيبة في امتداح قتلة أطفال اليمن هي من نفس الطبيعة. الملفت هو استغراب الذين غضبوا وكأنهم يكتشفون للمرة الأولى انتماء الرجل إلى مدرسة سعيد عقل الشعرية والى العامية اللبنانية في الشعر. طلال حيدر ينتمي إلى ثقافة لبنانوية “فينيقة” من النوع الذي قاتل من أجله بشير الجميل والكتائب والقوات اللبنانية وهذا النوع من الثقافة هو الذي يعمر وسائل التعبير السعودية بخاصة والخليجية عموما. تبقى إشارة الى ان الإجماع على ادانته من طرف محور المقاومة يصب الماء في طاحونة حيدر الذي حقق غرضه الأول من مديح ” ابو منشار ” عندما عبر عن اصطفافه المهني والثقافي وغرضه الثاني عندما آثار غضب محور المقاومة المذهول من قصيدة تستحق في أفضل الحالات الإهمال.
قضية عاصي حلاني قد لا تختلف كثيرا لكنها تفصح اكثر عن عمق هذه القضية ذلك ان سوق عاصي والأكثرية الساحقة من الفنانين تقع في الخليج .هناك يصنع الفن التابع ويروج وهناك القدرة الشرائية وشروط الإنتاج والتصنيع. الحلاني صُنِعَ من الألف إلى الياء في البنية التحتية الفنية التي تشرف عليها سوق الخليج والتي يمتد نفوذها الي لبنان ومصر والعالم العربي. ثقافة الحلاني ووعيه الفني وارد من هذه السوق. حياته العائلية واحلامه مصنعه في هذه السوق .لذا يِعتبرُ غناء ابنته بالأجنبية هو عين التطور والصعود. ثقافة الحلاني هي كثقافة القسم الأكبر من الفنانين اللبنانيين الذين يطمحون الى الفوز برعاية “طوال العمر” في حفلاتهم ، بل يتسابقون للفوز بغناء يشيد بالمملكة وانجازاتها المزعومة.
كان يمكن للحلاني ولطلال حيدر الوصول إلى مراتب عالية في الشعر والغناء لو كانت السلطة التي تطلب الأعمال الفنية راقية ولديها هموم حضارية وليست تابعة وفقيرة الثقافة والوعي. كان ملوك أوروبا يطلبون أعمالا فنية ولديهم ذائقة متطورة فخرج من بلاطهم مَوزار وبتهوفن و جورج بيزيه…
الراجح أن الحلاني وحيدر مرشحين للغياب بنفس الطريقة التي يغيب فيها “طوال العمر”.. وللحديث بقية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى