رئيس البرلمان الكويتي يدعو آسيا وأوروبا إلى التصدي لخطاب الكراهية

الكويت – 24 – 9 (كونا) — دعا رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم آسيا وأوروبا الى التركيز على الهموم المشتركة لدول القارتين مشددا على ضرورة التصدي لخطاب الكراهية والعمل على وضع حلول نهائية للملفات المزمنة تاريخيا وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في كلمة للغانم نشرتها شبكة (الدستور) الاخبارية اليوم الثلاثاء ألقاها أمام مؤتمر البرلمانات الاوروبية الاسيوية الرابع (يورو آسيان) المنعقد في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.
واشار الى ضرورة تغيير المعادلة المغلوطة التي تصور صراعا بين اسيا متخلفة وتعاني عقد النقص مقابل أوروبا متعالية وباردة وغير مبالية مضيفا: “دائما ما أتساءل ما الذي يجعل لقاءنا كآسيويين وأوروبيين في كازاخستان حيث قلب آسيا طبيعيا وعاديا ومألوفا وماذا عن عشرات الأديان الممتدة من الشرق الى الغرب”.
وتساءل “ماذا عن الحروب وصراع الحضارات والامبراطوريات بين القارتين عبر التاريخ وماذا عن اختلاف الأجناس والاعراق والألوان بين ضفتي هذا الحزام الجغرافي الهائل والأكثر أهمية ماذا عن اختلاف لغاتنا ولهجاتنا”.
وأضاف”انا هنا لا أريد ان أكون قاطعا في اجابتي لكنني أكاد اجزم ان سبب لقائنا وتواصلنا وتفاعلنا رغم كل شيء هو همنا المشترك وهو هم لم يتغير عبر التاريخ هم الناس في العيش بكرامة وأمن واكتفاء وهم الناس في التصالح مع الطبيعة وهزيمتها ان أمكن أو التحايل عليها اذا ارغمنا على ذلك وهم الناس في تأمين مستقبل أبنائهم”.
وتابع “هذا الهم المشترك أكبر من الحروب والصراعات والاعراق والأديان وهذا ما يجعل لكل صراع نهاية ولكل حرب خاتمة ولهذا فعمر طريق الحرير أطول بكثير من عمر أكبر معركة حربية وعمر التواصل بيننا أكثر امتدادا من عمر القطيعة وعمر الحاجة وهو عنوان الانسان الصارخ أكثر خلودا من عمر العزلة والانكفاء والاكتفاء”.
وبين ان أكثر خطاب يبعث على القلق هو خطاب الكراهية الخطاب المتخم بالفوبيات المتخيلة الخطاب المحرض على الآخر الخطاب المنطوي على فهم مغلوط وقراءات مخلة فتصبح المعادلة هكذا آسيا المكتظة والمتخلفة آسيا العبء آسيا المصدرة للمشاكل والملفات المزمنة آسيا المسكونة بعقدة النقص مقابل أوروبا الباردة غير المكترثة أوروبا المتعالية أوروبا المسكونة بعقدة الامبريالي الجشع.
وذكر الغانم ان “هذا النوع من الخطاب والفهم وما يستتبعه من ممارسة هو بوابتنا الى الجحيم السياسي لانه خطاب يتناسى قضايانا الواقعية المصيرية المشتركة ويركز على المتوهم والمتخيل انه خطاب يتناسى مشاكل البطالة في اسيا وأوروبا ومشاكل الطاقة والمياه ومعضلات التنمية في كلتا القارتين وغيرهما من ملفات مشتركة”.
وقال إن “مسؤوليتنا كبرلمانيين وكممثلين للشعوب أن نساهم في خلق خطاب انساني جامع يركز على المشتركات والهموم الجماعية العابرة للقارات وعلى الأولويات المستحقة وما هذا الاجتماع إلا خطوة لتفعيل حوار مستمر وممتد بين قارتينا”.
وأكد ضرورة العمل حثيثا لإيجاد حلول نهائية للكثير من الملفات المزمنة في اسيا وأوروبا وعلى رأسها القضية الفلسطينية مبينا ان هناك أمرا مهما باعثا للقلق أيضا وهو بقاء الكثير من الملفات والقضايا المزمنة في القارتين دون حل “أتحدث هنا عن جروح مفتوحة عمر بعضها يزيد على نصف قرن”.
وأضاف “بما انني من الشرق الأوسط من المنطقة التي نال منها التعب كثيرا بسبب التهاب ظروفها على الدوام سأعيد التذكير بأقدم ملف مزمن في العالم وأعني هنا القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي”.
وقال الغانم “71 عاما من الظلم والجور والقمع والقتل والتجويع والحصار 71 عاما من الصلف والعناد والمكابرة 71 عاما من الانتهاك الممنهج لكل قرارات الأمم المتحدة ولكل اتفاقيات حقوق الإنسان والعهود الدولية ولا يزال هذا الجرح مفتوحا وهو جرح لا يخص الشرق الأوسط لأن الكل معني به وشظاياه كانت على الدوام عابرة للقارات”.
وحذر الغانم من ان إبقاء هذا الملف دون حل ودون ضغط على المتسبب ودون تفعيل آليات الردع السياسية والحقوقية والأخلاقية ينذر بعواقب كارثية على الجميع.
وأكد أن التخلي عن الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة أدى وسيؤدي على الدوام إلى استشراء اليأس والإحباط والغضب والانفعال “وهذه كلها مواد خام أولية تدخل في صناعة الإرهاب”.
يذكر ان الرئيس الغانم وصل والوفد المرافق له الى كازاخستان امس الاول الاحد للمشاركة في اجتماع رؤساء البرلمانات الأوروبية – الآسيوية الذي انطلقت أعماله امس وتستمر حتى مساء اليوم.
يرافق الغانم وفد برلماني يضم كلا من وكيل الشعبة البرلمانية النائب راكان النصف وأمين صندوق الشعبة النائب محمد الدلال وعضوي الشعبة النائبين الحميدي السبيعي وصفاء الهاشم والنائبين مبارك الحريص وفراج العربيد. (النهاية) ن ش / ف ن / ي س ع