كتاب وآراء

التظاهرات في لبنان حولت العلاقة بين اطياف الشعب من طائفية إلى طبقية

علي هاشم *

صحفي لبناني

التظاهرات المستمرة في لبنان منذ ليل الخميس/ الجمعة صنعت واقعا آخر على مستوى الوعي في لبنان، العلاقة بين اطياف الشعب تحولت بشكل سريع من طائفية إلى طبقية، وبغض النظر عن أفق.
‏⁧‫الحراك الشعبي‬⁩ فرض تحولًا آخر على مستوى تعريف المعارضة والسلطة، القوى السياسية أصبحت كلها سلطة في مواجهة معارضة شعبية في الشارع، وهذا ما لا يروق لبعض القوى السياسية التي تعيش حالة المعارضة بينما هي في قلب السلطة.
هناك من يعتقد أن صناعة أسباب القلق للطبقة السياسية في البلاد تحفز التحرك بشكل اسرع للإصلاح، هذا ما اتضح في إسراع الحكومة برئيسها والقوى المشاركة فيها لتقديم ورقة اصلاحية جذرية في 72 ساعة فقط، وهو ما يؤكد أن الإصلاح كان ممكنًا سابقًا لو أن هناك من قام بضغط حقيقي لضمان حصول ذلك.
هذا ما يدفع المتظاهرين لرفع سقف مطالبهم، لأنه يدركون أن هذه محطة مفصلية يمكنهم من خلالها بناء واقع جديد واستثمار القلق في السلطة لتقديم المزيد من التنازلات والإصلاحات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التظاهرات برغم تموضعها الطبيعي كمعارضة شعبية لا تطرح نفسها حتى الآن بديلًا عن السلطة.
ملاحظة أخيرة: ما من وسيلة إعلام عالمية ذكرت أن أعداد المتظاهرين بالملايين، لكن المسألة أكبر من مجرد أعداد، أن يتمكن الناس من الاجتماع في مختلف المناطق اللبنانية دون وجود عوامل تحشيد حزبية وطائفية للحراك، هذا بحد ذاته أمر مثير للاهتمام، ولا يهم أكانت الأعداد بالآلاف او عشرات الآلاف أو مئات الآلاف…
#الحراك_الشعبي #لبنان_ينتفض

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى