كيف تتصرف إذا كان زميلك في العمل نرجسيا؟
ولكن ماذا عن مقتضيات العمل مع نرجسيين؟ من المحتمل أنك سمعت عنهم كثيرا، إذ تعجُّ ثقافة الفلكلور الشعبي وعالم السياسة بالأمثلة التي تحمل طابعا سيئا. لذلك، إذا لاحظت أنّ زميلك غالبا ما يتباهى بإنجازاته أو يدعي القيام بأعمال قد قمت بها أنت فقط لينال الفضل والثناء، فمن المحتمل أن يكون نرجسيا.
وفي هذا السياق، قد تتساءل عما يمكنك القيام به فقط لحماية نفسك.
ليس كل النرجسيين يتسمون بالخبث، لذلك تتمثل الخطوة الأولى والأهم في تحديد نوع الشخص الذي تعمل معه، لأن ما يشترك فيه جميع النرجسيين هو الاعتقاد بأنهم مميزون ولديهم الكثير ليقدموه للعالم. ونتيجة لذلك، غالبا ما يتنافس النرجسيون على المناصب القيادية التي تجعلهم أشخاصا مُؤثرين وتكسبهم نفوذا وصيتا واسعين.
تحدث الكاتب آرت ماركمان في تقرير نشرته مجلة “فاست كومباني” الأميركية، عن طريقة التعامل مع زملاء العمل الذين يتسّمون بالنرجسية. وفي الواقع، يعتقد جميع النرجسيين أنهم مميزون وأن لديهم الكثير ليقدموه للعالم أكثر مما يمكن للعالم أن يُقدّمه لهم.
هوس العظمة
يعتقد النرجسيون أنهم مميزون حقا، لكنهم لا يمتلكون موهبة الإنصات للآخرين والاستفادة منهم. وتميل هذه الفئة من الأشخاص إلى رؤية أفكارها تنجح وتتحقّق، لذلك فإن جعل هؤلاء النرجسيين يشعرون بأن الفكرة نابعة منهم أمر مُجد بالنسبة لهم.
كما أن العديد من الذين يشغلون مناصب قيادية من السياسيين إلى رجال الأعمال والممثلين، لديهم هذا النوع من النرجسية، وقد يترك بعضهم أثرا إيجابيا وينجز قدرا كبيرا من الخير في العالم.
وإذا وجدت نفسك تعمل مع أحد النرجسيين المصابين بهوس العظمة، فأنت بحاجة لإدراك أنك ستواجه بعض الصعوبات في تأمين مساهماتك والحصول على الثناء الذي تستحقه، حيث إنّ النرجسيين غالبا ما يحاولون استمالة رصيد الإنجازات التي تحدث في مجال نفوذهم.
ومع ذلك، فإن النرجسيين الذين يتقنون وظائفهم سيجدون أيضا سبلا فُضلى حيث يتم الاعتراف بإنجازاتهم من قبل مديريهم. لذلك، إذا كنت زميلا محببا إلى قلب زميلك النرجسي، فمن المرجح أن تكون ضمن الدائرة الخاصة والحصرية لهذا الشخص، وقد تُتاح لك فرصة اعتلاء مناصب أهم ضمن المؤسسة.
النرجسيون الضعفاء
ليس كل نرجسي بالضرورة شخصا طيبا. فعلى وجه الخصوص، يتسّم النرجسيون الضعفاء بنفس خصائص النرجسيين العظماء، لكنهم يعتمدون على طاقة الآخرين وإنجازاتهم لدعم ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لذاتهم.
ويتغذى صنف النرجسيين الضعفاء على طاقة زملائهم الأفضل منهم، لذلك يحتاج هذا الصنف دائما لتعزيز قدراته وإلى من يشعره بأنه ذو قيمة.
وعندما تكون في دائرة النرجسيين المقربة، يمكنك الشعور بالخصوصية لأن هؤلاء النرجسيين يخلقون نوعا من المجتمع الحصري الخاص بهم. ومع ذلك، إذا كنت تنتقد النرجسي الضعيف أو حتى تفشل في دعم أفكاره، فقد يتحول مزاجه الهادئ إلى غضب عارم، كما يمكنه أيضا إطلاق الشائعات السيئة حول أدائك في العمل.
وحتى عندما تشعر بأنك تنتمي إلى الدائرة المقربة للنرجسيين الضعفاء، فمن غير المرجح أن يُساعدك ذلك في حياتك المهنية. وبالنسبة للنرجسي الضعيف، فإن الحصول على الأمان من طرفه بشكل دائم لا يندرج ضمن اعتباراته، فهو سيواصل الاعتماد على تلقي الثناء على حساب إنجازات زملائه.
في الوقت نفسه، يسعى النرجسي الضعيف لإلقاء اللوم على الآخرين فيما يتعلق بالإخفاقات المهنية دون تحمل أي قدر من المسؤولية. لذلك، ستواجه صعوبة الاعتراف بأفضلية إنجازاتك من قبل أي شخص أعلى رتبة منك في المؤسسة نفسها.
التعامل مع النرجسي
بصراحة، إن أفضل إستراتيجية للتعامل مع النرجسي الضعيف هي البقاء بعيدا قدر الإمكان عنه. ففي نهاية المطاف، كل من يقضي بعض الوقت حول نرجسي ضعيف سيشعر بالسخط الذي يتسبب فيه ذلك.
وإذا كان هذا النرجسي الضعيف ليس مجرد زميل في العمل وإنما مسؤولك المباشر، فأنت بحاجة لإيجاد طريقة للخروج من سلطة العمل تحت إمرة هذا الشخص. وإذا كنت تستطيع العثور على حليف في أي مكان آخر في المؤسسة، فيمكنك استخدام اتصالاتك للانتقال للعمل في وحدة أخرى.
أما إذا لم يكن الأمر متاحا، فيمكنك تحديث سيرتك الذاتية وبذل قصارى جهدك للعثور على وظيفة أخرى، وإلا فستكون حياتك العملية عبارة عن صراع مستمر لتجنب أن تكون مستهدفا أثناء نوبة الغضب القادمة.