التلاعب الخارجي باحتجاجات العراق: .. 10 قتلى وأكثر من 100 جريح بالبصرة وبغداد
ذكرت الشرطة ومصادر طبية أن قوات الأمن العراقية قتلت بالرصاص ما لا يقل عن ستة محتجين بوسط بغداد، وأن أربعة متظاهرين قتلوا وأصيب أكثر من مئة، جراء إطلاق قوات الأمن العراقية النار لتفريق متظاهرين يعتصمون أمام مبنى محافظة البصرة مساء أمس الخميس.
وأضافت المصادر أن قوة أمنية حاولت إنهاء اعتصام ينفذه عشرات ممن كانوا قد نصبوا خياما أمام مبنى المحافظة، وأطلقت النار عليهم بعد فشل محاولة تفريقهم.
واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين قرب جسر الشهداء بوسط بغداد، واستخدمت الذخيرة الحية أيضا ضد المتظاهرين في البصرة، المصدر الرئيس لثروة العراق النفطية.
بالمقابل، نقلت قناة العراقية الحكومية عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء عبد الكريم خلف، أن ما حدث في البصرة ناجم عن قيام ما وصفها بجهات منحرفة بالاعتداء بالأسلحة على المتظاهرين وقوات الأمن، بهدف خلط الأوراق.
وفي وقت سابق نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية وطبية قولها إن أربعة محتجين قُتلوا وسط العاصمة بغداد وأصيب عشرات، في اشتباكات قرب جسر الشهداء أثناء محاولتهم عبور الجسر.
وقالت قيادة عمليات بغداد للجزيرة، إن أوامر صدرت باعتقال أفراد القوة التي أمرت بإطلاق النار على المتظاهرين قرب جسر الشهداء.
وتمكنت القوات الأمنية من فتح الجسر، بعدما أغلقه متظاهرون.
من جهة أخرى، يواصل المتظاهرون العراقيون التوافد إلى ساحة التحرير وسط بغداد، للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد. ويرفع المتظاهرون لافتات تؤكد عزمهم على الاستمرار في الاعتصام وعدم التراجع عن مطالبهم، منددين بما يصفونه بعدم وجود استجابة حقيقية من السلطات للمطالب التي ينادون بها، فيما لم تظهر أي علامة على تراجع الاضطرابات الدامية المستمرة منذ أسابيع.
وفشلت الحكومة العراقية في إيجاد مخرج من أكبر تحد يواجهها في سنوات. وكسرت الاضطرابات حالة الهدوء النسبي التي تلت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في 2017.
قالت بعثة الأمم المتحدة في العراق إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قلقٌ إزاء ارتفاع عدد القتلى والجرحى في المظاهرات المستمرة بالعراق.
ونقل بيان للبعثة عن غوتيريش أن التقارير الواردة من العراق مثيرة للقلق وتعبر عن استمرار استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين.
وأضاف البيان أن غوتيريش يحث جميع الجهات الفاعلة على الامتناع عن ممارسة العنف، والتحقيق بجدية فيما حدث، داعيا الى إجراء حوار مفيد بين الحكومة والمتظاهرين.
ووصف البيان تعطيل البنى التحتية الحيوية، بأنه مصدر قلق بالغ، وقال إن حماية المنشآت العامة مسؤولية الجميع.
5 آلاف مشروع متعطلة
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إن خمسة آلاف مشروع خدمي تصل قيمتها إلى نحو 17 مليار دولار تعطلت في بلاده خلال عمر الحكومات المتعاقبة، جراء سوء التخطيط والإدارة.
وأوضح خلال كلمة أمام مجلس الوزراء -بثها التلفزيون العراقي- أن ميزانية الدولة العراقية تعاني من التشوهات مما فاقم الديون والبطالة. وتعهد عبد المهدي بتوفير اعتمادات مالية تستجيب لمطالب المتظاهرين.
وأودت حملة تنفذها السلطات على محتجين -معظمهم عزل- بحياة أكثر من 260 شخصا منذ تفجر الاضطرابات في أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب نقص الوظائف وتردي الخدمات والبنية الأساسية بفعل الصراع والعقوبات والفساد على مدى عقود.