الأرض ليست صالحة للأطفال.. 6 أسباب لنساء يرفضن الإنجاب
يرى الكثيرون أن الأمومة غريزة تسعى كل امرأة إلى إشباعها، وأن كل امرأة تحتاج طفلا في حياتها لأسباب متعددة، بينما ترفض بعض النساء أن ينجبن تمردا على تلك الرؤية. ومنهن من يوظفن هذا التمرد من أجل حقوق سياسية، أو من أجل الوضع البيئي في العالم، أو حتى لطموح مهني وحرية شخصية، ومنهن من لا ينجبن لأنهن لا يشعرن بغريزة الأمومة.
الأرض لم تعد صالحة للسكن
تفضل بعض النساء عدم إنجاب أطفال بزعم حماية الكوكب والحفاظ على التوازن البيئي، ومحاربة تغير المناخ الذي يهدد بكارثة حقيقية تجعل من الأرض في المستقبل مكانا مهجورا.
في بريطانيا تسعى منظمة “بيرث سترايك” (BirthStrike) -وهي منظمة تطوعية للنساء والرجال الذين قرروا عدم إنجاب الأطفال ردا على “انهيار المناخ والانهيار الحضاري” المقبل- إلى الضغط على الحكومات لإعطاء معلومات واضحة عن الأزمة وأخذها على محمل الجد، مما يعني ضرورة التدخل للوصول إلى حلول حقيقية.
وحتى ذلك الحين، تتبنى المنظمة -ومعظم أعضائها من النساء- القول بأنه “لا بأس في اتخاذ خيار الإنجاب، لكن ليس جيدا أن نتخذ هذا الاختيار، إذ يجب ألا نكون في موقف نشعر فيه بالخوف حقا لإحضار حياة إلى العالم”، طبقا لصحيفة الغارديان.
عربيا، تبنت بعض الأسر الشابة الموقف نفسه، لكن لأسباب بعيدة عن المناخ، فشيرين (26 عاما) اتفقت مع زوجها على تأجيل الإنجاب في بداية زواجهما، لكن بعد سنوات قليلة تحول قرار التأجيل إلى امتناع عن الإنجاب، لأنه من الأنانية إنجاب أطفال في عالم موحش مليء بالفقر والحروب وعدم الأمان، على حد وصفها.
ربما لا تعتبر شيرين حديثها دعوة للجميع إلى عدم الإنجاب، لكنها في النهاية تعتبره قرارا متفقا عليه مع زوجها.
استحقاقات الأمومة تمييزية
ترى بعض النساء أن هناك نظرة تمييزية للمرأة بدون أطفال، إذ تتعرض للتمييز ليس فقط من الناحية الاجتماعية ولكن أيضا من الناحية السياسية، ففي معظم الأوقات لا تحب النساء فكرة أن الحكومة تدعم الأسر الشابة التي لديها أطفال، في حين لا تمنح ذلك الدعم للأسر دون أطفال، أو حتى بعض المزايا مثل وقت العمل المرن والإجازات غير المدفوعة.
وبينما تحصل الأمهات على مزايا حكومية لرعاية أطفالهن، لا تحصل المرأة التي تعتني بعائلة على مميزات مماثلة للمساعدة في رعاية أقاربهن. وأمام هذه المفارقة ترفض بعض النسوة الإنجاب كنوع من الاحتجاج السياسي.
ليست فطرة
لا تريد جميع النساء إنجاب أطفال لمجرد أنهن إناث، إذ يعتقدن أن قيمة المرأة لا تحددها قدرتها على الإنجاب، فالأنوثة منفصلة عن الأمومة.
وبحسب الغارديان، ترغب بعض النساء في الإنجاب وترفض بعضهن ذلك، حيث إن انعدام “غريزة الأمومة” ليس انحرافا نفسيا، ولكن نتيجة للعوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على الشخص.
4- الأمراض الوراثية
تخشى بعض السيدات انتقال الأمراض الوراثية المصابة بها جيناتها أو جينات زوجها، خاصة في حالة الاضطرابات الخطيرة مثل انفصام الشخصية ومتلازمة داون والعديد من الأمراض الأخرى.
ويجري بعض الأزواج اختبارات للأمراض الوراثية لمعرفة احتمال نقلها إلى الجنين، ثم يتخذون قرارا نهائيا بناء على نتائج الاختبار.
الحرية أقوى من الأمومة
تعتقد بعض السيدات أن إنجاب الأطفال من شأنه أن يحد من حريتهن الشخصية ويقوض سعادتهن، خاصة أن العناية بالطفل لا تتم في وقت مستقطع أو لفترة زمنية محددة، وإنما تتطلب العناية والانشغال الدائم طول عمر الأم.
وكشف تقرير صادر عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية أن معدلات المواليد في الولايات المتحدة بلغت أدنى مستوياتها منذ عقود خلال العام الماضي، خاصة بين النساء في العشرينيات.
يقول أستاذ علوم السلوك في كلية لندن للاقتصاد بول دولان إن العلامات التقليدية المستخدمة لقياس النجاح أثبتت أن النساء غير المتزوجات وبلا أطفال، هن أسعد مجموعة فرعية في السكان.
وأضاف دولان أثناء حديثه بمهرجان “هاي” الأميركي في مايو/أيار الماضي أنه “من المرجح أن يعيشن أكثر من أقرانهن المتزوجات اللائي أنجبن أطفالا”.
الخوف من إعاقة الطموح
لا تريد بعض النساء المتعلمات تعليما جيدا والثريات والطموحات التضحية براحتهن وحياتهن المهنية من أجل الأطفال، وفقا لما جاء في مجلة “سوشيولوجيكال إنكوري”، حيث أكدت بعض النساء أن الأمومة تتعارض مع الطموح المهني بالأساس.وأشار مقال بعنوان “تكلفة الأطفال” للكاتب برايان توماسيك المساهم في إنشاء معهد البحوث التأسيسية لتقليل المعاناة في المستقبل، أن الأمومة تتطلب خفض الطموح لما فيها من التزامات وضرورة تواجد ورعاية واهتمام بالطفل، حينها قد تقبل الأم بأجر أقل أو وظيفة بدوام جزئي لا تحقق طموحها المهني، وقد تتنازل عن أن تصبح رئيسة دولة أو شخصية عامة مؤثرة في المجتمع.
قد تنكر بعض النساء أن الطموح سبب في قرار عدم الإنجاب، لكن أماني (39 عاما) تقول “تزوجت قبل عامين بعد أن حققت نجاحا في مجال عملي.. الخوف من إنجاب أطفال في سن متقدمة، مع ظروف عمل لا تسمح بالانقطاع لسنوات لرعاية طفل، إلى جانب عدم اهتمامي بعالم التربية والأمومة، جميعها كانت أسبابا كافية لاتخاذ قرار عدم الإنجاب رغم القدرة عليه، خاصة أن زوجي كانت له تجربة زواج سابقة ولديه أطفال، فلم يعارض القرار كثيرا”