الجزائر.. قائد الجيش يدعو لمشاركة واسعة بالانتخابات ويتوعد المستقوين بالخارج
دعا رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح الجزائريين إلى المشاركة الواسعة في انتخابات الرئاسة المقبلة، وتوعد من “يستقوون بأطراف أجنبية”.
وقال قايد صالح في كلمة ألقاها خلال زيارته أمس مقر قيادة القوات الجوية بالجزائر العاصمة إن الشعب الجزائري مدعو إلى الوقوف إلى جانب وطنه في الظروف الراهنة وإفشال ما سماها “مخططات العصابة وأذنابها من خلال المشاركة بصورة مكثفة في انتخابات الرئاسة” المقرر إجراؤها في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأضاف أن المشاركة المكثفة في الانتخابات ستساعد على نجاح ما وصفه بالموعد التاريخي، قائلا إن هذه الانتخابات ستكون بمثابة انطلاقة جديدة على مسار بناء الدولة الجزائرية الجديدة.
وتابع أن ذلك لن يتحقق إلا بالمشاركة في الانتخابات، واختيار أحد المرشحين الخمسة القادر على قيادة الجزائر، ووعد بأن تجري هذه الانتخابات في جو من الديمقراطية.
ومنذ تنحي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من أبريل/نيسان الماضي تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، ظل رئيس الأركان الجزائري، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب نائب وزير الدفاع، يؤكد أن الخروج من الوضع الراهن يكمن في إجراء انتخابات رئاسية، في حين كان المحتجون يصرون على رحيل من يصفونهم برموز نظام بوتفليقة أولا.
وفي كلمته الجديدة التي ألقاها في عسكريين بقيادة القوات الجوية، انتقد قايد صالح التدخلات الأجنبية في شؤون الجزائر.
وقال إن هناك من وصفها بالعصابة التي تستنجد بأطراف أجنبية، وتعهد بأن يقوم الجيش بإفشال مخططاتها. كما قال إن الجزائر حرة مستقلة وسيدة في قرارها، ولا تقبل أي تدخل أو إملاءات.
وتأتي إشارة قايد صالح إلى التدخلات الأجنبية في ضوء تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن سبل حل الأزمة في الجزائر، وإعلان النائب الفرنسي بالبرلمان الأوروبي رافاييل غلوكسمان عن فتح نقاش وإصدار لائحة مستعجلة من البرلمان الأوروبي حول الأزمة الجزائرية هذا الأسبوع.
ورد الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح الثلاثاء على النقاش البرلماني الأوروبي حول حقوق الإنسان في الجزائر بالقول إن الجزائر وفية لرفضها المبدئي لأي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية.
بن فليس أثناء إلقائه كلمة في المدية جنوب غرب العاصمة (رويترز) |
مواجهات
في الأثناء، تتواصل حملات المرشحين الخمسة لانتخابات الرئاسة الجزائرية المقبلة في ظل انقسام بين مؤيدين ورافضين لإجراء هذا الاستحقاق.
وللمرة الأولى من بدء الحملات، اندلعت أمس مواجهات بين قوات الأمن وأشخاص كانوا يحتجون على تنظيم المرشح الرئاسي علي بن فليس تجمعا انتخابيا في مدينة البويرة (100 كيلومتر شرق العاصمة).
واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق المحتجين واعتقلت عشرات منهم، وقال الدفاع المدني إن عددا من الأشخاص أصيبوا في المواجهات التي استمرت نصف ساعة.
وعبر بن فليس عن أسفه للصدامات التي وقعت في محيط الاجتماع الذي نظمته حملته الانتخابية في البويرة.
يذكر أن رئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس هو مرشح حزب طلائع الحريات، وسيتنافس مع رئيس وزراء أسبق آخر هو عبد المجيد تبون، ووزير الثقافة الأسبق عز الدين ميهوبي، ورئيس حزب حركة البناء عبد القادر بن قرينة، ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد.
في الأثناء، هدد المرشح الرئاسي بن قرينة أمس بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية احتجاجا على قرار الحكومة استحداث عشر محافظات جديدة ليرتفع عدد محافظات البلاد إلى 58 محافظة.