منوعات

لماذا يؤجل جيل الألفية الكثير من المشاريع الحياتية؟

جميع متطلبات الحياة تحتاج غالبا وجود بعض المال لإنجازها، وهو ما يفتقر إليه جيل الألفية، الذي يحاول جاهدا تفادي تأثيرات الركود المالي، بينما يواجه الديون الهائلة التي تسبّبها القروض الجامعية وتكاليف المعيشة المرتفعة.

وأشارت دراسة جديدة إلى أن جيل الألفية هم الأكثر عرضة لتأجيل كل مشروع خلال فترة حياتهم بسبب قلة المال، مثل شراء منزل أو إجراء عملية طبية أو القيام بخطوة جديدة بحياتهم المهنية. بل تؤثر مشكلة المال أيضا على حياتهم العاطفية، إذ إن جيل الألفية لا يؤجّل الزواج والأولاد فحسب، بل يبدأ العلاقات أو ينهيها بسبب ذلك.

 تراجع نصف جيل الألفية عن شراء منزل لأنهم لا يستطيعون تحمل كلفته (فري بيك)
تراجع نصف جيل الألفية عن شراء منزل لأنهم لا يستطيعون تحمل كلفته (فري بيك)

جيل الألفية وجيل الآباء
وتبرز النتائج التي توصلت إليها دراسة استقصائية أجراها “بيزنس إنسايدر” وشركة “مورنينغ كونسلت” مزيدا من المعلومات عن مواجهة جيل الألفية لوضع مالي مختلف تماما عن الوضع المالي الذي واجهه آباؤهم سابقا، بحسب الكاتبة هيلاري هوفور في تقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأميركي.

واستطلعت الدراسة رأي 2096 أميركيا حول صحتهم المالية وديونهم وأرباحهم، حيث كان أكثر من 670 شخصا من المستجيبين من جيل الألفية، تتراوح أعمارهم بين 23 و38 عاما خلال السنة الحالية.

في المقابل، كان 730 شخصا من المستجيبين من جيل طفرة المواليد، الذين تتراوح أعمارهم هذه السنة بين 55 إلى 73 عاما. وكشفت الاختلافات في إجابات جميع المشاركين، عندما سئلوا عن المشاريع التي أجّلوها بسبب مخاوفهم من نقص المال، عن اتساع الفجوة بين الجيلين.

جيل الألفية أكثر عرضة لتأجيل أعمالهم
الفرق الأكبر بين الجيلين يظهر من خلال قدرتهم على شراء المنازل. فعلى سبيل المثال، تراجع نصف جيل الألفية عن شراء منزل لأنهم لا يستطيعون تحمل كلفته، بينما أجّل 23% فقط من جيل طفرة المواليد مهمة شراء منزل.

ووفقا لتقرير موقع “سوبر موني” الأخير الذي حلل بيانات وكالةالإسكان الفدرالية الأميركية، يعدّ هذا الوضع منطقيا نظرا لارتفاع متوسط أسعار مبيعات المنازل بنسبة 39% منذ عام 1970، وذلك بعد تعديلها لتتماشى مع التضخم المالي.

 نصف جيل الألفية مضطر لتأجيل إجراء عملية طبية، مقارنة مع 41% فقط من جيل طفرة المواليد (فري بيك)
نصف جيل الألفية مضطر لتأجيل إجراء عملية طبية، مقارنة مع 41% فقط من جيل طفرة المواليد (فري بيك)

جيل الألفية وتأجيل إجراء عملية طبية
كما اضطرت النسبة المئوية ذاتها -نصف جيل الألفية- لتأجيل إجراء عملية طبية، مقارنة مع 41% فقط من جيل طفرة المواليد. وتعد هذه هي أصغر فجوة موجودة بين الجيلين، إذ يدلّ ذلك على مدى غلاء تكلفة الرعاية الصحية.

وفي الواقع، زادت تكاليف الرعاية الصحية الوطنية في الولايات المتحدة للفرد بتسعة آلاف دولار منذ عام 1970 بقيمة الدولار المعدّلة حسب التضخم.

فضلا عن ذلك، تتضاعف إمكانية تأجيل جيل الألفية لأي خطوة جديدة بمسيرتهم المهنية بسبب المخاوف المالية مقارنة بجيل فطرة المواليد، بما يشمل الاستقالة وبدء أعمالهم التجارية الخاصة.

 جيل الألفية أصبح أكثر ميلا لتأجيل قرار الزواج (فري بيك)
جيل الألفية أصبح أكثر ميلا لتأجيل قرار الزواج (فري بيك)

الحياة العاطفية لجيلي الآباء والأبناء
كما تؤثر المشاكل المالية على الحياة العاطفية لكل من الجيلين، إذ أصبح جيل الألفية أكثر ميلا لتأجيل تأسيس العلاقات وحتى إنهائها، إضافة لتأجيل قرار الزواج. وفي عام 2017، كان متوسط ​​سن الزواج 27 عاما للنساء و29 عاما للرجال، بعدما كان 22 عاما للنساء و25 عاما للرجال عام 1980.

تأخر سن الزواج يؤخر بدوره سن الإنجاب. وأفاد بيل تشابل من الإذاعة الوطنية العامة نقلا عن تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن النساء اللاتي تجاوزن ثلاثين عاما أصبحن ينجبن أطفالا بنسبة تفوق النساء في العشرينيات من العمر، وهذا يحدث لأول مرة على الإطلاق، وزاد هذا الفرق أكثر في عام 2018.

نقلت الكاتبة عن شانا ليبوفيتش من “بيزنس إنسايدر” عن استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن الوضع المالي يُعتبر أحد أهم الأسباب التي تجعل جيل الألفية الأميركية يؤجل إنجاب الأطفال أو ينجب عددا أقل من المتوقع، ولكن هناك أمر واحد يميز جيل الألفية عن آبائهم عندما يتعلق الأمر بالمال، وهو تحدثهم عن ذلك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى